شاهد المقطع الدعائي

Three Kings 1999

IMDb
7.1/10
183,736
82
تقييم النقاد
سنة الإنتاج:
منتج:
البث عبر الإنترنت
تمکین تعطيل
الإشعارات فیلم
0

ثلاثة ملوك (1999): استكشاف سينمائي لآثار حرب الخليج فيلم ثلاثة ملوك، من إخراج ديفيد أو. راسل، يجمع بشكل فريد بين الدراما الحربية والكوميديا السوداء لمناقشة آثار حرب الخليج في عام 1991. الفيلم من بطولة جورج كلوني، مارك والبيرغ، آيس كيوب وسبايك جونز، يروي قصة أربعة جنود أمريكيين يعتزمون سرقة الذهب المسروق من الكويت من قبل الجيش العراقي. لكن هذه القصة ليست مجرد سرد لعملية سرقة بسيطة. أثناء مهمتهم، يواجهون تعقيدات كثيرة، من اكتشاف تعقيدات ومشاكل أخلاقية في انتفاضة الشعب العراقي ضد صدام حسين إلى اكتشاف طبيعتهم الحقيقية في مواجهة الأحداث المؤلمة. الفيلم هو من القليل من الأعمال التي تقدم وجهة نظر محترمة ومتسامحة تجاه العراق وشعبه، وذلك بسبب تاريخ إنتاجه وكيفية تعريف العراق للجمهور الغربي. تم إنتاج الفيلم قبل الغزو الأمريكي الشامل للعراق في عام 2003، ولم يكن هناك حاجة للتلاعب بكلمات لاعتبار العراقيين متوحشين، وهو أمر واضح في العديد من الأفلام الأمريكية في السنوات اللاحقة.

الحبكة والبنية السردية

يبدأ فيلم ثلاثة ملوك بنهاية الحرب، ويصور الفرح المشوش بين الجنود الأمريكيين. تلك الفرح المشوش لأنه لم يكن لديهم إنجازات كبيرة ولا استطاعوا أن يحصلوا على شيء مقبول من تلك الأرض لأنفسهم. في المراحل اللاحقة، تتغير القصة بسرعة، حيث يجد الأبطال خريطة سرية لمخزون الذهب لصدام حسين المسروق من الكويت. طريقة العثور على هذه الخريطة هي واحدة من المشاهد المثيرة للجدل في الفيلم. هنا يبدو من المهم الإشارة إلى نقطة مهمة. صحيح أن الفيلم ينظر بشكل معقول إلى الشعب العراقي العادي، لكنه يقدم في المقابل نظرة شديدة الازدراء تجاه جنود حزب البعث، أي أن شخصيات الجنود في هذا الفيلم هي مجموعة من الأغبياء والخونة الذين يخونون صدام ويخونون أنفسهم ويعدون أعداء الشعب العراقي. هذه نقطة كانت واضحة تمامًا في ذلك الوقت وسار الفيلم في الطريق الصحيح لكنه كان مبالغًا فيه بشدة. لنعد إلى القصة، كما ذكر، تبدأ سردية الفيلم بسرقة بسيطة ولكنها تتحول فيما بعد إلى استكشاف أعمق لآثار الحرب الجيوسياسية والإنسانية. كلما تقدم الجنود في عمق الأراضي العراقية التي دمرتها الحرب، واجهوا الثوار والمدنيين العراقيين الذين يعانون تحت نظام صدام حسين الوحشي. يستخدم الفيلم بذكاء سرديته لإبراز الفراغ والمأساة في الحرب، ويمزج الواقعية بلحظات من السريالية والفكاهة والسخرية.

 

 

 

 

الموضوعات والتحليل النقدي

يتناول فيلم “ثلاثة ملوك” عدة مواضيع، منها الغموض الأخلاقي للحرب، وتأثير السياسة الخارجية الأمريكية على الشعب العراقي، والمعاناة الإنسانية الناتجة عن هذه السياسات التي غالبًا ما يتم تجاهلها. تمكن إخراج الفيلم من تجاوز قالب الأفلام الحربية التقليدية عبر التشكيك في طبيعة البطولة والشر في منطقة نزاع، وخلق أدوار متعددة للأطراف المشاركة.

أحد نقاط قوة الفيلم هو نظرته النقدية إلى النهج الذي يصور الجنود الأمريكيين كأبطال يقاتلون من أجل الحرية – كما هو الحال في العديد من الأفلام الأخرى المنتجة في هذا السياق – يسعى الفيلم من خلال استكشاف النوايا الداخلية للجنود إلى تقديم صورة أكثر واقعية للموضوع. الجنود الذين يقاتلون من أجل الذهب، وسائل الإعلام التي تضحي بكل شيء من أجل برامجها، والقادة الذين يضحون بحياة الأبرياء ليس من أجل الإنسانية ولكن من أجل ترقيتهم.

في المقابل، الصورة التي يعرضها الفيلم عن العراق وشعبه، تظهر محاولة للابتعاد عن القوالب النمطية المعتادة في هوليوود ولكنها تعزز بعض هذه القوالب بشكل غير مقصود. في حين أن “ثلاثة ملوك” يسعى لتجنب تصوير العرب بشكل سلبي كما هو منتشر في وسائل الإعلام الرئيسية، إلا أنه لا يزال يتأثر بفكر استعماري. يمكن ملاحظة هذا في خلق الثنائية بين “نحن” و”هم” التي يحاول الفيلم تكوينها. أي النظر إلى “الآخر” من منظور مبني على الإيديولوجيات والمصالح الغربية. ولكن بغض النظر عن هذا النوع من النظرة، كما ذكر، يعد هذا الفيلم من أعدل التمثيلات للعراق. ومع ذلك، سيبحث هذا النص في جزء منفصل تمثيل هذا بشكل أدق.

تمكن “ثلاثة ملوك” من كشف الفوضى الواسعة والآثار المدمرة بعد الهجوم الأمريكي على العراق وتأثيره على حياة الناس العاديين، مما أسفر عن كشف كبير. هذا الكشف تمكن جزئيًا من إجبار الحكومة الأمريكية على مواجهة التبعات الأخلاقية لأفعالها واستراتيجياتها العسكرية الخاطئة. بالطبع، لم يتعلموا درسًا من هذه الأحداث وأدخلوا العراق في تغييرات جذرية في عام 2003.

الاختيارات الأسلوبية والتصوير السينمائي

راسل في “ثلاثة ملوك” يستخدم أسلوب سينمائي فريد يتضمن استخدام التأثيرات الخاصة لتسليط الضوء على المشهد الصحراوي وتعديل اللون الخاص الذي يؤكد على الطبيعة السريالية والمضطربة للحرب. التصوير السينمائي أيضًا يساعد بشكل فعال في تعزيز نبرة وموضوعات الفيلم. استخدام مشاهد السلوموشن، الزوايا غير التقليدية للكاميرا والألوان الدافئة يساعد في خلق إحساس بالتشوش وتسليط الضوء على الجوانب السريالية للصراع العسكري. هذا النمط البصري يجعل “ثلاثة ملوك” فيلمًا مميزًا يستخدم كل إمكانياته السينمائية لخدمة موضوعه.

عُرض الفيلم بنجاح كبير وتلقى إشادة واسعة. العديد أحبوا الفيلم بسبب نظرته المختلفة للحرب مقارنةً بالأعمال الأخرى المنتجة في هذا السياق. الفيلم حقق نجاحًا نقديًا وتجاريًا ومع مرور الوقت، زاد تقديره بسبب تفسيره العميق لطبيعة الحرب الحديثة وتكاليفها الإنسانية. “ثلاثة ملوك” كعمل سينمائي فني يتحدى حدود النوع الحربي التقليدي، لا يزال عملاً مهمًا. رغم كل الثناء النقدي لهذا الفيلم، نريد الآن أن نتعمق في تمثيل العراق وشعبه في هذا الفيلم. هدفنا هو بجانب نقد الأخطاء في التمثيل، تسليط الضوء على السلوكيات السينمائية الصحيحة وتوجيهها للجمهور.

تمثيل العراق وشعبه

“ثلاثة ملوك” يقدم رؤية تختلف عن العديد من أفلام هوليوود المعاصرة. الفيلم يحاول أن يتصدى للصورة النمطية البسيطة للشخصيات الشرق أوسطية التي تسود في العديد من الأفلام، ويقدم تصويرًا متعدد الأبعاد يشمل التاريخ، المشاعر والشخصية الفردية، ليعكس الشخصيات العراقية بشكل أفضل. على سبيل المثال، في هذا الفيلم، شخصية أمير عبدالله التي يلعبها كليف كورتيس، هي شخصية عراقية تُظهر على عكس العديد من الأفلام الأخرى، ليس فقط كضحية أو شرير، بل كفرد متعلم ولبق يتحدى التصورات النمطية البسيطة التي تُرى في الأفلام الحربية عادةً. إلى هذه النقطة، يمكن تقديرها ولكن عندما نعلم أنه درس في أمريكا ويتحدث الإنجليزية بشكل جيد لإرضاء الجمهور الغربي، يتطلب منا بعض التفكير. إذا نظرنا بعيون نقدية إلى هذه الشخصية، ندرك أن تميزها ينبع من دراسته في أمريكا وإجادته الإنجليزية. هذا النوع من النظرة إلى شخصيات الأفلام يمكن أن يقدم مسارًا صحيحًا للتحليل للمشاهدين الشرقيين. بالرغم من أن هذه الشخصية ليست بالأسود والأبيض، ولكن لتكون متميزة يجب أن ترتبط بالغرب وهذا نقطة خطيرة.

إحدى المشاهد الرئيسية في الفيلم هي عندما يصل الجنود بقيادة اللفتنانت كولونيل آرتشي جيتس (يلعب دوره جورج كلوني) إلى مخيم العراقيين ويشاهدون امرأة تقتل على يد قوات صدام، ويبدأون في التعرف تدريجيًا على مشاكل ومعاناة الشعب العراقي العادي. هذا المشهد هو نقطة تحول في الفيلم، حيث تنتقل الشخصيات إلى مسار سردي آخر بعد ذلك. صحيح أن هذا المشهد يعكس بشكل جيد تناقضات الحرب وتأثيرها على حياة الأبرياء، ولكن ما الذي يظل في ذهن المشاهد بعد رؤية هذا المشهد؟ بإعادة النظر فيه، ندرك نقطة مهمة. المرأة العراقية تقع على الأرض وتموت دون تقديم أي تقنية سينمائية تجعل المشهد أكثر تأثيرًا، كأن هذا الموت قد تم لجلب الشعور بالتعاطف في الشخصيات الأمريكية وليس لبيان مظلومية الشعب العراقي. تخيلوا مشهدًا بهذه الشدة من المصيبة، كم هو بسيط تصويره. فهم هذه الفروقات يمكن أن يعطي نظرة أكثر تفكيرًا للمشاهدين الجادين للسينما.

في النهاية نواجه أحد روائع الفيلم في تمثيل صحيح ومساوي بين العراقيين والأمريكيين. شيء نادر ولكنه فعال. يحدث هذا في مشاهد تعذيب شخصية مارك والبيرغ على يد ضابط عراقي. هذا المشهد بجانب عرض العنف، يستطيع أيضًا أن يعمق الشعور بأسباب العداوات، ومثال على ذلك الإشارة إلى فقدان أطفال الضابط العراقي في القصف الأمريكي. ولكن ما يميز هذه المشاهد هو عرض نفس الأحداث لعائلة الضابط الأمريكي. أي أن الضابط العراقي يقول: هل كنت تريد أن ترى زوجتك وأطفالك الصغار يموتون بهذه الطريقة تحت القصف؟ عرض عائلة أمريكية تهلك في القصف كان غير معتاد في السينما الأمريكية قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وبرجي التوأم، وهذا الفيلم عرض بطريقة موازية فقدان العائلات العراقية والأمريكية بشكل جدير بالتقدير والتفكير. بالإضافة إلى ذلك، هذه المشاهد نقد لسياسات الخارجية الأمريكية وتأثيرها على شعوب منطقتنا.

من بين الميزات البارزة الأخرى للفيلم، الطريقة التي يعرض بها آثار الطلقات على جسم الإنسان. راسل (مخرج الفيلم) باستخدام تقنيات تصوير فريدة، حاول تقريب المشاهدين من عنف الحرب وتصوير الحقيقة المرة لها. في أحد المشاهد، تتبع الكاميرا مسار الرصاصة التي تدخل جسم الجندي وتُظهر التدمير الداخلي للجسم بوضوح. بالطبع هنا أيضًا يجب أن يحدث ذلك في جسم أمريكي. إذا عدنا إلى الوراء وتذكرنا مشهد قتل الأم العراقية، ندرك أنها أيضًا تلقت رصاصة ولكن الفيلم لم يُلقي نظرة على هذا الحدث. لكن عندما يُصاب الجندي الأمريكي بالرصاصة، يقرر المخرج أن يعرض هذا الجرح بأعمق طريقة للمشاهد. كأن جسم العراقي يختلف عن جسم الأمريكي، والرصاصة غير متوافقة مع جسم الأمريكي. (بغض النظر عن الآلاف الذين يقتلون بسبب إطلاق النار في أمريكا).

“ثلاثة ملوك” ينتقد أيضًا الصورة الإعلامية الغربية لحرب الخليج وتداعياتها. استخدام هيكل سرد غير خطي وقوالب إعلامية مختلطة، بما في ذلك الأفلام الإخبارية والصور الفديوية اليدوية، يشكك في صحة وطبيعة السرديات الانتقائية لوسائل الإعلام الرئيسية. هذه الطريقة لا تزيد فقط من نقد الفيلم للتمثيل الإعلامي، بل توضح كيف أن هذه السرديات قد شكلت الفهم العام حول العراق وشعبه.

النتيجة

“ثلاثة ملوك” هو فيلم يتحدى الصيغة التقليدية لأفلام الحرب بدمج عناصر من الفكاهة والتفسير السياسي. هذا النهج قد حول الفيلم إلى عمل سينمائي مميز. من خلال الشخصيات المعقدة، والتقنيات السردية المبتكرة، والنقد الشديد للإعلام وطرق العسكرية، يدعو الفيلم المشاهدين لإعادة النظر في السرديات المبسطة والخاطئة التي غالبًا ما ترتبط بغرب آسيا. بالرغم من كل العيوب في تمثيل الشعب العراقي، “ثلاثة ملوك” ليس مجرد سرد قصة حربية. هذا الفيلم يتحدى المشاهد للتفكير في التداعيات السياسية والثقافية الأوسع لتدخل الولايات المتحدة في العراق. هذا الفيلم يشكك في أخلاقيات التدخل وعرض البطولة للجنود الأمريكيين وقد أصبح فيلمًا مهمًا بسبب نظرته النقدية تجاه الحرب وتداعياتها.

محتوایی برای این تب موجود نیست.
محتوایی برای این تب موجود نیست.
محتوایی برای این تب موجود نیست.
  • 0 رأي
  • 94 يزور
  • فريق العمل والموسيقى التصويرية
نقترح عليك المشاهدة

دیدگاه های کاربران

0 نظر
انصراف

اولین نفر باشید دیدگاهی ثبت میکند