Green Zone – المنطقة الخضراء

IMDb
6.8/10
سنة الإنتاج:
منتج:
تمکین تعطيل
الإشعارات فیلم
0

الملخص: يتبع الفيلم ضابطًا في الجيش الأمريكي يبحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، ليكتشف مؤامرات سياسية وتشكيكًا في المعلومات الاستخباراتية.

كشف النظرية الاستعمارية في الفيلم

يتم سرد هذا الفيلم في المقام الأول من منظور روي ميلر، ضابط الجيش الأمريكي الذي يؤدي دوره مات ديمون، مما يوجه فوراً تركيز السرد إلى الزاوية الأمريكية ويهمش أصوات ونظرات العراقيين. هذا النهج شائع في أفلام الحرب الهوليوودية، حيث يدور السرد غالبًا حول الأبطال الغربيين، بينما يُصور سكان البلد المعتدى عليه كضحايا أو أشرار.

يعرض الفيلم جنديًا أمريكيًا كبطل يحاول كشف الحقيقة وسط الخداع والمؤامرة، مما يجعله يدخل في إطار النجاة بواسطة المنقذ الغربي. هذه الإطار السردي يقيد دور الشخصيات العراقية ويحولها إلى مجرد كليشيهات مألوفة في النظرة الغربية، كضحايا أو أشرار. هذه الشخصيات مضطرة لأن تكون جزءًا من قصة يقودها الأبطال الغربيون. يعني في النظرة الغالبة في هوليوود والغرب، إذا لم يكن زعيم الرواية غربيًا، فإن هذه الرواية تعتبر من الأساس ناقصة ومصيرها الفشل. الشرقيون في أفضل الأحوال هم ضحايا يحتاجون إلى الإنقاذ من المنقذ الغربي أو أشرار يتم القضاء عليهم بواسطة القائد الغربي. هذا الأمر يظهر بوضوح في فيلم المنطقة الخضراء. لإثبات هذا الادعاء، نعود إلى الفيلم. عندما ننظر إلى الشخصيات العراقية في هذا الفيلم، ندرك أن هذه الشخصيات لم يتم تطويرها بالكامل وغالبًا ما تُصور من خلال رؤية ثنائية (جيدة أو سيئة): فهم إما حلفاء نبلاء وموثوق بهم يساعدون القضية الأمريكية أو معارضيهم. بمعنى آخر، وجوه غير مفهومة ومعادية قد تكون محتملة، تفتقر إلى الرقة والعمق وتقلل من تنوع العراقيين وصفاتهم الثقافية والفكرية إلى كليشيهات تخدم فقط الخط السردي للفيلم بدلاً من تقديم صورة واقعية عن المجتمع العراقي. هذه النظرة الأداتية للشخصيات العراقية هي واحدة من العوامل الأكثر جدية في النظرة الاستعمارية في هذه الأنواع من الأفلام.

 

لفهم أكثر دقة لمفهوم النظرة الاستعمارية في هذا الفيلم، يمكن تناول بعض النقاط بالإضافة إلى ما ذكر سابقًا:

– مسألة اللغة: في الفيلم، الشخصيات العراقية غالبًا ما تتواصل باللغة الإنجليزية، خاصة عند التعامل مع الشخصيات الأمريكية. تذكر فِردي، المترجم العراقي الذي يساعد روي ميلر أو الحوار بين الراوي وميلر. بينما قد يكون هذا الاختيار مناسبًا للجمهور الناطق بالإنجليزية، إلا أنه يخفي تنوع اللغات وتعقيدات العراق. هذه التبسيط للشخصيات العراقية للمشاهد الغربي، هو نوع من فرض اللغة الإنجليزية كلغة مهيمنة في الهرمية الاستعمارية، حيث تُهمش اللغات واللهجات المحلية.

 

– الموقع الجغرافي: على الرغم من تصوير الفيلم في المغرب وهو جغرافيًا قريب من العراق، إلا أن تركيز الفيلم على المناطق المتضررة من الحرب بشكل مفرط. تذكر المشاهد التي يُظهر فيها الناس وهم ينهبون الممتلكات العامة أو يواجهون مشاكل المياه. هذه الصور، على الرغم من أنها تدل على الحرب، إلا أنها يمكن أن تحول العراق إلى خلفية من الصراع وتخلو من تاريخها الثقافي الغني، مما يجعلها تبدو مكانًا غريبًا، متخلفًا وخطيرًا. يمكن لمثل هذه العروض أن تستمر في تقديم صورة بسيطة وموحدة للبيئات في الشرق الأوسط على أنها بطبيعتها عنيفة وغير فعالة.

 

– عدم إظهار الخلفيات الشخصية: الراوي مُصور كجنرال بعثي، جنرال له قسم من الناس يدعمه وآخرين يكرهونه (مثل فِردي). الفيلم لا يقدم أي تفسير لهذا الوضع المعقد. يعني أن الفيلم لا يبحث في أسباب بناء الشخصيات ويترك النتائج للجمهور بسبب كون الراوي مجرد كليشيه للشرير. هذه الطريقة في بناء الشخصيات من الشخصيات الشرقية هي نهج استعماري بشدة بدون مراعاة الواقع الخارجي. من ناحية أخرى، نواجه شخصية فِردي، هنا الفيلم يتناولها بشكل أكبر ويُظهر خلفيته كشخص معاق في الحرب، لكننا لا نزال نواجه الكثير من الخلل في بناء شخصيته. نحن لا نزال غير مدركين للأسباب الحقيقية لمساعدته للأمريكيين وأخيراً لاختياراته. في النهاية، نقطة النهاية للفيلم وهي مقتل الراوي على يد فِردي هي واحدة من أسوأ الخيارات في بناء شخصية عراقية.

 

الخلاصة

على الرغم من هذه القضايا، يُعتبر «المنطقة الخضراء» مميزًا لمحاولته إظهار وإعطاء أهمية للشخصيات العراقية، وهو شيء نادر في الأفلام الأمريكية عن حرب العراق. هذا الجهد يكون أكثر وضوحًا في المشاهد التي يُبرز فيها وجهات نظر العراقيين حول الاحتلال وتداعيات الحرب. ومع ذلك، هذه اللحظات متناثرة وغالبًا ما تطغى على تركيز الفيلم على الشخصيات الأمريكية وتحدياتهم.

 

بينما يسعى «المنطقة الخضراء» إلى نقد السياسة العسكرية الأمريكية، إلا أنه يفعل ذلك دون إيلاء الاهتمام الكافي لاستخدامه للمنظور الاستعماري. يقع الفيلم في فخ عرض العراق من خلال عدسة أمريكية بشكل رئيسي ويفوت فرصة تقديم صورة أكثر تعقيدًا واحترامًا للشعب العراقي وسيادتهم. الفيلم يركز على الدور الأمريكي ويؤطر الشخصيات العراقية في أدوار كليشيهية، مما يفوت فرصة تقديم سرد متوازن وأكثر دقة يأخذ في الاعتبار التعقيدات وفاعلية الشعب العراقي. ومع ذلك، بالمقارنة مع العديد من الأعمال الأخرى، يُظهر نظرة أكثر إنصافًا للعراقيين (مع مراعاة جميع النواقص).

من الضروري أن يكون لدينا كجمهور وناقدين فهم أفضل للعناصر التي يمكن أن تعزز فهمنا النقدي للإعلام والأفلام حتى لا نقع في فخ النظرة الاستعمارية الموجودة في الأفلام ونقبلها بأنفسنا ومع من حولنا.

 

للمزيد من القراءة والفحص العميق لصورة الشخصيات الشرق أوسطية في الإعلام الغربي، يمكنك مراجعة كتاب «الاستشراق» لإدوارد سعيد و«العرب الأشرار» لجاك شاهين، كلا الكتابين يقدمان تحليلات واسعة لهذه السرديات الثقافية السائدة.

تدور قصة الفيلم حول اكتشاف أسلحة الدمار الشامل في العراق بعد احتلاله.

ميلر (الذي يلعب دوره مات ديمون) وفريقه مكلفون بالعثور على أسلحة الدمار الشامل التي يُعتقد أنها مخبأة في صحراء العراق. ومع ذلك، سرعان ما يكتشفون معلومات مضللة وخطة سياسية معقدة تُشكك في هدف مهمتهم. تتفاقم القصة عندما يجد ميلر نفسه متورطًا في شبكة من التجسس والخداع تتضمن مسؤولين كبار في الولايات المتحدة وسكان محليين في العراق. شخصيات مثل كلارك باوندستون الذي يلعب دوره جريج كينير وضابط الـCIA مارتن براون الذي يلعب دوره بريندان جليسون، تُبرز المصالح المتضاربة لأمريكا في العراق وتضيف طبقات من المؤامرات والتعقيد إلى السرد.

 

إنتاج «المنطقة الخضراء» كان مميزًا لتصويره الواقعي للبيئة العسكرية والسياسية في بغداد خلال الحرب. أعاد هذا الفيلم توحيد جرينجراس (المخرج) ومات ديمون (اللذان تعاونا سابقًا في سلسلة «بورن»)، مكونين نمطًا من الحركة بواقعية عالية. تم تصوير الفيلم بشكل رئيسي في إسبانيا والمغرب، مع محاولة لإعادة إنشاء البيئات الحضرية المكتظة وجو ما بعد الحرب في بغداد. بطبيعة الحال، واجه الإنتاج تحديات متعددة، خاصة مع توقيته الذي تزامن مع إضراب نقابة الكتاب الأمريكية في 2007-2008. تم تصوير مشاهد الأكشن بشكل مكثف باستخدام كاميرات معقدة وأسلوب تصوير مميز كان جرينجراس معروفًا به من سلسلة أفلام بورن.

 

هدف الفيلم كان تقديم نظرة نقدية للاستراتيجيات السياسية والعسكرية الأمريكية خلال حرب العراق، مع التركيز على المعلومات الخاطئة حول أسلحة الدمار الشامل وتبعاتها. الرواية التي يقدمها الفيلم تتحدى الروايات الرسمية والقرارات التي اتخذها أصحاب السلطة خلال الحرب، ومن هذا المنطلق، تمكن الفيلم من التفريق عن العديد من الأفلام الأخرى في هذا الموضوع وتقديم نظرة أعمق على حرب العراق والاحتلال الأمريكي تحت ذرائع واهية.

المنطقة الخضراء تقدم تأملًا كبيرًا في عواقب الفشل الاستخباراتي والسياسات البيروقراطية للحكومة الأمريكية في العراق.

 

تلقى هذا الفيلم نقدًا متنوعًا أيضًا، حيث أشاد البعض برؤيته الواقعية والنقدية للحرب، بينما انتقده آخرون (غالبًا المحافظون في الحكومة الأمريكية) لتبسيطه المفرط للقضايا المعقدة في العالم الواقعي. ومع ذلك، يُعتبر هذا الفيلم مدخلاً مهمًا في نوعية أفلام الحرب ويقدم نظرة فريدة على الغموض الأخلاقي والمؤامرات السياسية في حرب العراق.

 

على الرغم من جميع الانتقادات الإيجابية حول هذا الفيلم، هل تمكن الفيلم من تقديم صورة دقيقة عن الأجواء التي يعرضها؟ أي بلد العراق وشعبه. الإجابة على هذا السؤال هو الهدف الرئيسي من هذا النقد. يجب القول أنه صحيح أن الفيلم يختلف عن معظم الأعمال التي أُنتجت حول حرب العراق، لكنه لا يزال بعيدًا عن تقديم تمثيل صحيح وخالٍ من النظرة الاستعمارية. هنا نستكشف النظرة الاستعمارية والمشكلات في تمثيل العراق والعراقيين في الفيلم حتى يتمكن المشاهد العراقي الجاد من مشاهدة الفيلم مرة أخرى وفهم المواضيع المطروحة وطريقة التعامل مع هذه الأعمال بشكل أفضل.

الشخصية فردي

شخصية فردي، مترجم عراقي يؤدي دوره خالد عبد الله، واحدة من الشخصيات العراقية القليلة التي تأخذ وقتًا كبيرًا في السرد. يدخل الفيلم دون سبب مخطط له إلى عالم ميلر (مات ديمون) ويخدمه كمرشد. تم تصوير شخصيته بتعاطف، ولكن من خلال منظور الاعتمادية. رغم أن الفيلم يمنحه بعض الحرية، إلا أن هذه الشخصية صنعت لتسهيل رحلة البطل الأمريكي عبر السرد. هذا النهج يعكس النظرة الاستعمارية القديمة حول “المرشد المحلي” الذي يساعد البطل الغربي في التحرك في المناطق الأجنبية. ربما في عالم الروايات الغربية يمكن مقارنة هذه الشخصية بشخصية “جمعة” في قصة “روبنسون كروزو”. روبنسون، مثل ميلر، ينقذ حياة جمعة وبمساعدته يتمكن من التغلب على مشاكله في الجزيرة. هنا أيضًا، فريدي يأتي لمساعدة ميلر ويوصله إلى أدلة مهمة في مسار بحثه. هذه الشخصيات في الأدب الغربي والأفلام الغربية ليست عوامل ذات قوس سردي خاص بها، بل هي وسيلة لإنقاذ الشخصية الغربية. في فيلم المنطقة الخضراء، فريدي ليس له سرده الخاص ولا تعقيداته الخلفية والثقافية الخاصة. نرى سلوكيات منه وخيارات يتخذها، ولكن لا يوجد تفسير سردي لهذه السلوكيات والخيارات. كأن حياته الشخصية ليست ذات أهمية للمشاهد الغربي وفريق الإنتاج، وإذا لم يكن هو المرشد للمنقذ الأبيض، لكان شخصية بلا وجه وغامضة مثل باقي الشخصيات العراقية. يمكن نقد هذه الصورة لأنها تقليل من دور الشخصيات العراقية إلى محفزات بحتة في السرد، تحت تأثير تركيز الفيلم على البحث عن الحقيقة بواسطة ميلر. هذه الصورة تعزز بمهارة الفكرة القائلة بأن الاعتماد الذاتي والكفاءة للعراق بدون التدخل الغربي ليست كافية. يمكن العثور على هذا الادعاء في المشاهد النهائية للفيلم أيضًا. حيث يجلس عدة شيوخ وزعماء عراقيين حول طاولة واحدة ولا يمكنهم إجراء حوار بسيط حول مستقبل بلدهم. مشهد يذكر بشكل كبير بمشهد من فيلم “لورانس العرب”. في ذلك الفيلم أيضًا، لم يستطع رؤساء وزعماء القبائل العربية الوصول إلى حوار مع بعضهم البعض، وكان المنقذ الأبيض هو من يجمعهم. في فيلم المنطقة الخضراء، نرى أيضًا في النهاية أن ميلر يجب أن يبقى في العراق ليحظى العراقيون بحياة أفضل. هذا هو تبرير الاحتلال الأمريكي في عقول الناس والعراقيين.

في الطرف الآخر من هذه القصة يوجد شخصية الجنرال الراوي كما ذُكر سابقاً، الفيلم يقسم الشخصيات العراقية بشكل ثنائي، إما إلى “جيدة” أو ضحية (يمثلها فِردي)، أو “سيئة” أو ظالمة (يمثلها هنا الجنرال محمد الراوي). وعلى عكس العديد من أفلام هوليوود الأخرى، يتحول الشرير في النهاية إلى شخصية مضلومة وخادعة، كمن لا يمتلك القدرة على الاختيار. الراوي عبارة عن مزيج من عدة شخصيات بعثية رفيعة المستوى. شخصيته تعزز كليشيه القائد الخادع في الشرق الأوسط، وهو شيء شائع في وسائل الإعلام الغربية. هذا التصوير يعزز الفكرة القائلة بأن القادة العراقيين غير موثوقين بطبيعتهم ومخادعين، مما يُبسط تعقيد المشهد السياسي العراقي. الجنرال محمد الراوي (الذي يلعب دوره إيغال ناعور) يستند إلى قصة مخبر حقيقي يدعى «كروبال». يتم تصويره كخادع وأناني. ومع ذلك، يحاول الفيلم تنظيف صورته وصورة حزب البعث. يصبح ضحية صفقة أكبر، وفي النهاية يتم خداعه وقتله. هذا الوصف يُظهر القادة في الشرق الأوسط كفاسدين وغير موثوقين وأقل ذكاءً بطبيعتهم، وهي صورة شائعة في وسائل الإعلام الغربية. الجنرال الراوي يظهر كشخصية غامضة وصعبة المنال يجب على ميلر اكتشافها واعتقالها، مما يعزز وجهة النظر البسيطة للقادة العراقيين كعقبات أمام القيادة العادلة الأمريكية.

 

الشخصية الأمريكية

المنطقة الخضراء تركز بشكل رئيسي على اكتشاف الحقيقة بواسطة جندي أمريكي في مواجهة خداع حكومته، مما يهمش السياق الاجتماعي والسياسي الأوسع للعراق ويجعله خلفية لأبطال أمريكيين. هذا النهج يمكن أن يقلل من التأثيرات الحقيقية والعميقة للتدخل على العراقيين، ويحول تجارب حياتهم إلى أدوات لطرح القصص الغربية.

إحدى أبرز جوانب النظرة الاستعمارية في «المنطقة الخضراء» هي تصوير العراق وسكانه من خلال عيون روي ميلر (مات ديمون)، البطل الأمريكي. هذه النظرة تحدد بطبيعتها دور الشخصيات العراقية كأدوار ثانوية وغالبًا كليشيهات، وتعزز فكرة المنقذ الغربي في بيئة معادية وفوضوية.

شخصية ميلر تجسد النمط القديم لـ«المنقذ الغربي»، استعارة شائعة في السرديات الاستعمارية. يشعر بالإحباط من المعلومات الخاطئة التي تقدمها له رؤساؤه ويسعى لكشف الحقيقة و«إنقاذ» الوضع الراهن. هذا لا يعزز فقط مفهوم التفوق الغربي، بل يشير أيضًا إلى أن العراقيين غير قادرين على حل مشكلاتهم دون التدخل الغربي. في حين يحاول الفيلم نقد المعلومات الخاطئة التي أدت إلى حرب العراق، فإنه يفعل ذلك أساساً من خلال تجارب وأفعال بطله الأمريكي. التركيز على كشف الحقيقة بواسطة جندي أمريكي في خضم فوضى العراق يمكن اعتباره استمرارًا لسردية يصور فيها الأبطال الغربيون كحاملين للحقيقة والأخلاق في أرض فاسدة، غير مستقرة و«غريبة». في رواية تفتقر بشكل أساسي إلى منقذين أو أبطال عراقيين حقيقيين. تذكر المواجهة الأولى بين فريدي وميلر. المشهد مصمم بحيث يكون فريدي على الأرض وفي التراب والجندي الأمريكي فوقه، وعندما يصل ميلر يمكنه النهوض من الأرض وتقديم معلومات مهمة لميلر حتى يتمكن من اكتشاف الحقيقة. هذا النوع من التصوير السينمائي يحاول بوضوح إظهار عدم التساوي بين الاثنين والتركيز على الموقف الأضعف لفريدي. أو المشهد الذي يحاول فيه فريدي إنقاذ دفتر ويذهب ميلر ورجاله للاشتباه بأنه سرقه، بشكل غير لائق، رغم الخدمات الكبيرة التي قدمها فريدي لهم. يمكن لمثل هذه العروض أن يكون لها تأثيرات أوسع نطاقًا وقد تؤثر بشكل محتمل على فهم الجمهور للأحداث والثقافات في العالم الحقيقي. «المنطقة الخضراء» من خلال تركيزها الشديد على الرؤى الأمريكية وتهميش الشخصيات العراقية إلى خلفيات أو أدوار بسيطة، تخاطر بتعزيز سردية فريدة عن العراق، متجاوزةً الفرص لتقديم صورة أكثر تعقيدًا وتنوعًا عن الناس وتجاربهم.

 

 التقنيات السينمائية وتأثيراتها

جرينجراس، مخرج الفيلم، يستخدم في الإنتاج أسلوبًا وثائقيًا يمنح «المنطقة الخضراء» لمسة من الواقعية والفورية. ومع ذلك، على الرغم من أن هذا الأسلوب يساعد في تدرج السرد، إلا أنه يسعى أيضًا إلى خلق واقع جديد. هذا الواقع الذي يتم فيه تبييض صورة السي آي ايه وعرض الأمريكيين كمنقذين، يحاول إنشاء سردية جديدة. إلى جانب ذلك، من خلال التركيز على مشاهد الحركة السريعة والتشويق، التي تُعتبر من وسائل الترفيه في الأفلام، يتجنب الفيلم إعادة تمثيل دقيقة لوجهة النظر العراقية والأضرار التي تعرضوا لها. في الواقع، فإن استخدام القطعات السريعة والتصوير بالكاميرات اليدوية يزيد من الفوضى ويحول دون فهم أعمق لتجربة العراق من الحرب ويمكن أن يظل ظلالاً على الجوانب الأكثر دقة لحياة وثقافة العراق.

ربما بالنسبة للقارئ الذي يرى الفيلم لجاذبية حركاته السريعة، قد يكون مواجهة هذا النهج غير متوقعة، ولكن هذه الأساليب السينمائية لديها القدرة على دمج الواقع مع القصة وإنشاء سردية جديدة قد تكون جذابة، ولكنها يمكن أن تمحو الحدود بين الدقة التاريخية والسرد القصصي الدرامي. يمكن اعتبار هذا السرد غير صادق، خاصة عندما يغير الأحداث والشخصيات الحقيقية لتتوافق مع حبكة أكثر إثارة.

استخدام هذه التقنيات البصرية والسردية لديه القدرة على تصوير العراق كمكان فوضوي وخطير، من خلال عرض مشاهد من المواجهات العنيفة، البيئات الحضرية المدمرة، والمتمردين عديمي الوجوه، مما يساهم في تصوير موحد وسلبي للعراق. هذا التصوير يشير إلى عدم الاستقرار في المدينة وسكانها، ويشير إلى عدم وجود ثقافة بين الناس. إذا نظرنا إلى الصور التي تُعرض في معظم الأفلام الهوليوودية عن أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، ندرك أن هناك إمكانية لعرض صور أكثر احترامًا من البيئات الحربية، لكن هذه الإمكانية ليست موجودة للشرق الأوسط، وخاصة للعراق، لأنه يجب أن يظهر هذا المكان ضعيفًا وبلا ثقافة ليبرر الاحتلال.

نقدون مثل روجر إيبرت (من أعظم النقاد السينمائيين في العالم) أشاروا إلى أنه بينما يقدم الفيلم قصة جذابة، فإن سردية الفيلم تقتصر على شبكة من الخداع التي تركز حول الشخصيات الأمريكية، ويلعب العراقيون دورًا ثانويًا بالنسبة لتعزيز الدراما بقيادة الأبطال الغربيين. على الرغم من أن التركيز على البطولة الأمريكية ومؤامرة أسلحة الدمار الشامل يتيح فرصة لفيلم مثير، إلا أن هذا الأمر لا يتعامل بشكل كامل مع التداعيات السياسية والثقافية الأوسع نطاقًا لحرب العراق، خاصة فيما يتعلق بالسيادة ووجهات النظر العراقية.

Defense intelligence agent Clark Poundstone (GREG KINNEAR) confronts Chief Warrant Officer Roy Miller (MATT DAMON) in ?Green Zone?. In the thriller, Damon stars as a rogue U.S. Army officer who must hunt through covert and faulty intelligence hidden on foreign soil before war escalates in an unstable region.

  • 0 رأي
  • 306 يزور
  • فريق العمل والموسيقى التصويرية
نقترح عليك المشاهدة

آراء المستخدمين

0 رأي
انسحب

كن أول من ينشر تعليقًا.