Grace Is Gone (2007)

IMDb
6.7/10
سنة الإنتاج:
منتج:
النوع:
تمکین تعطيل
الإشعارات فیلم
0

«غريس قد رحلت» (Grace Is Gone، 2007)

 

١. تقديم موجز للفيلم وصنّاعه

 

«غريس قد رحلت» هو أول فيلم روائي طويل من إخراج جيمس سي. سترُوس، الذي كان معروفًا سابقًا ككاتب سيناريو. يقوم ببطولة الفيلم جون كيوزاك، الذي يبتعد هنا عن أدواره المعتادة في الكوميديا الرومانسية ليؤدي شخصية مختلفة كليًا. أما الموسيقى التصويرية فكانت من تأليف كلينت إيستوود، أيقونة السينما الغربية، وقد غنّى المقطوعة الرئيسية لاحقًا جيمي كالَم. نال الفيلم جائزتين مهمتين في مهرجان ساندانس 2007: جائزة الجمهور، وجائزة أفضل سيناريو. تولت شركة واينستين توزيع الفيلم، إلا أنّه لم يحقق نجاحًا تجاريًا، إذ عُرض بشكل محدود، وتلقى حملة ترويجية ضعيفة.

 

الفيلم يُعدّ من الأعمال المستقلة وليس من إنتاجات هوليوود الكبرى. بلغت ميزانيته أقل من 10 ملايين دولار، وقد صُرف معظمها على التصوير في مواقع حقيقية في فلوريدا ومينيسوتا. تدور القصة حول عائلة أمريكية فقدت الأم، وهي جندية في العراق، إلا أنّ الكاميرا لا تنتقل أبدًا إلى العراق، وتدور جميع الأحداث داخل الولايات المتحدة، على الطرقات وفي الفنادق والمطاعم الأمريكية.

 

٢. السرد الكامل خطوة بخطوة

 

ستانلي فيليبس (جون كيوزاك) مدير متجر ضخم يُدعى “هوم ستور” في ضواحي مينيابوليس. هو رجل منضبط، قليل الكلام، ومخلص للمؤسسة العسكرية. زوجته، غريس، رقيب في الجيش الأمريكي ومتمركزة في مدينة تكريت العراقية. يشاهد ستانلي يوميًا أخبار الحرب، لكنه يغير القناة بسرعة حين تدخل بناته، كي لا يرون مشاهد العنف.

 

في أحد الصباحات، يتلقى اتصالًا من ضابط في الجيش يُبلغه أنّ “الرقيب غريس فيليبس قُتلت في عملية عسكرية”. يدخل ستانلي في حالة صدمة، ويُنهي الاتصال بجملة واحدة: “نعم سيدي، شكرًا.” وهنا يبدأ الفيلم فعليًا.

 

إخفاء الخبر

 

لا يعرف ستانلي كيف يُخبر ابنتيه، هايدي ذات الثلاثة عشر عامًا، وداون البالغة من العمر ثماني سنوات. بشكل غريزي، يقرر ألا يُخبرهما في الوقت الحالي. يذهب إلى المدرسة، ويأخذهما مبكرًا، ويقول لهما: “نريد القيام برحلة قصيرة.” يكذب عليهما ويقول إن الوجهة هي “العالم السحري” في فلوريدا؛ ذلك المكان الذي طالما حلمتا بزيارته.

 

رحلة الطريق

 

ينطلق ستانلي بسيارته القديمة في رحلة على الطريق. تظهر في المشاهد الطرق السريعة، محطات الوقود، الفنادق الرخيصة، والمطاعم السريعة. في خلفية كل مشهد، لافتات مثل “ادعموا قواتنا” تُلمّح إلى وجود الحرب. الحرب حاضرة، ولكن فقط من خلال الرموز والإشارات.

 

يتوقف أولًا عند منزل والدته ليأخذ بعض الأغراض. هناك، يلتقي بشقيقه الأصغر جون (أليساندرو نيفولا)، وهو ناشط سياسي مناهض للحرب، ويبدأ يشكّ في أمر ستانلي. رغم شعور جون بالحقيقة، لا يقول ستانلي شيئًا، ويحترم جون صمته.

 

ردود فعل البنات

 

خلال الرحلة، تبقى دون الطفلة الصغيرة سعيدة ومتحمسة، بينما تبدأ هايدي، المراهقة، بملاحظة سلوك والدها الغريب. تتساءل: لماذا هذه الرحلة في منتصف العام الدراسي؟ لماذا لم تتصل الأم منذ مدة؟ لماذا توقفت رسائل البريد الإلكتروني؟

 

لحظة قول الحقيقة

 

بعد ليلتين من الإقامة في فنادق رخيصة وزيارة حديقة ترفيهية صغيرة، ينهار ستانلي نفسيًا. في منتصف الليل، على شرفة فندق، يُخبر هايدي بالحقيقة بأيدٍ مرتجفة: “ماما لن تعود.” تبكي هايدي بصمت، وتوقظ دموعها أختها دون. لا تفهم دون بدايةً، لكنها تصرخ فجأة بعد أن تدرك الخبر. هذا المشهد هو الذروة العاطفية للفيلم، حيث تبلغ التمثيلات ذروتها في التعبير.

 

العودة إلى المنزل

 

ينظّم ستانلي مراسم الدفن، ويعود مع ابنتيه إلى المنزل. في الجنازة، يُسلّم تابوت ملفوف بالعلم الأمريكي إلى ستانلي، ويتحدث القائد بكلمات نمطية عن تضحية غريس. تضع البنات رسومات ودمى صغيرة بجانب التابوت. ينتهي الفيلم بلقطة واسعة لصفوف الأعلام في المقبرة.

 

٣. ظروف الإنتاج والعرض

 

كتب سترُوس السيناريو عام 2005، في ذروة تزايد خسائر الجيش الأمريكي في العراق. وقد قال: “كنا نسمع عن مقتل الجنود، لكن ماذا عن العائلات التي تنتظر على الطرف الآخر من الهاتف؟”

 

صُوّر الفيلم في غضون 30 يومًا بميزانية محدودة. كانت معظم المواقع واقعية، وتم التصوير في ولايات مينيسوتا، ويسكونسن وفلوريدا. ولخفض التكاليف، استُخدم الضوء الطبيعي قدر الإمكان، مع الاعتماد على مصابيح LED صغيرة في مشاهد الليل.

 

الموسيقى الخاصة

 

نادرًا ما يؤلف كلينت إيستوود موسيقى لأفلام الآخرين، لكنه فعل ذلك هنا بسبب تعلّقه بالموضوع. يتكون اللحن الرئيسي من ثلاث نغمات على البيانو وآلة تشيللو واحدة، وهو لحن بسيط يناسب تمامًا الطابع الهادئ للفيلم.

 

المهرجانات والإيرادات

 

رغم النجاح في مهرجان ساندانس، فشل الفيلم تجاريًا. قال النقّاد إن الجمهور الأمريكي في ذلك الوقت كان قد تعب من أفلام الحرب. أفلام أخرى عن حرب العراق مثل “في وادي إلاه” و”المُرتدّ” عانت من المصير ذاته. لم تتجاوز إيرادات الفيلم في أمريكا مليون دولار.

 

٤. نقاط القوة في الفيلم

 

١. أداء جون كيوزاك:

بلحيته الخفيفة، ونظراته المنخفضة، وأدائه الداخلي الصامت، يُجسّد ستانلي كشخصية حقيقية لرجل مكلوم. كتب النقاد: “كيوزاك جعل من رجل عادي مرآة لأمة حزينة.”

 

٢. الحياد السياسي:

الفيلم لا يرفع شعارات سياسية، بل يركّز فقط على المشاعر؛ مما يسمح للمُشاهد بالتعاطف دون تحيّز.

 

٣. الموسيقى البسيطة:

اللحن الثلاثي لإيستوود يُعمّق المشاهد المؤلمة دون أن يكون مبتذلًا أو عاطفيًا مفرطًا.

 

٤. بناء فضاء الطريق:

الطرقات الفارغة، محطات الوقود، ولافتات “ادعموا قواتنا” تعكس المناخ الاجتماعي لأميركا زمن الحرب.

 

٥. نقاط الضعف في الفيلم

 

١. غياب صورة الأم

غريس ليست سوى صورة واسم في السرد. لا نراها في أي فلاش باك أو مشهد حي. ربما كان هذا الغياب وسيلة لتسهيل التركيز على شخصية الأب، لكنه أضعف في المقابل من شعور الانتماء العاطفي لدى البنات تجاه والدتهن.

 

٢. سطحية الصراع السياسي

كان من الممكن أن يشكل شقيق ستانلي، المعارض للحرب، أرضية خصبة لإبراز التوترات العائلية والانقسامات الوطنية، لكن مساره السردي يُهمَل بسرعة. الفيلم فوّت فرصة لإظهار كيف يمكن لأمة أن تكون حزينة وغاضبة في آنٍ معًا.

 

٣. كاميرا حذرة للغاية

يتجنّب الفيلم تمامًا إظهار أي صورة عنف أو قسوة. لكنّ الواقع، سواء في حياة العائلات العراقية أو حتى عائلات الجنود الأمريكيين، مليء بمشاهد أكثر فظاعة. هذا التحفّظ المفرط يجعل الفيلم يبدو أحيانًا كدراما خفيفة تُعرض بعد ظهر يوم أحد.

 

٤. الغياب الكامل للعراق

لا نرى أي لقطة للعراق أو الحياة اليومية فيه. لا يظهر حتى على الخريطة أو في فيديو تلفزيوني. هذا الغياب يجعل الحدث الذي يدور حوله الفيلم يبدو كما لو أنه وقع في كوكب بعيد. ويكتسب هذا الغياب أهمية مضاعفة حين نتناول الفيلم من منظور نقد استعماري.

 

٦. قراءة استعمارية – مباشرة، صريحة، بلا مواربة

 

تعريف بسيط للاستعمار:

الاستعمار هو حين تدخل دولة قوية أرض دولة أخرى، وتسيطر على مواردها وحياة شعبها، بل وتتحكّم حتى في رواية قصصهم، فتُخفي صوتهم أو تهمّشه.

 

فهل يقع “غريس قد رحلت” في هذا الفخ؟ نعم، رغم نواياه الواضحة ضد الحرب، ينساق الفيلم إلى استعمار سردي بطرق متعددة:

 

٦.١ حين تصبح الحرب فقط “ألم أمريكي”

يُركّز الفيلم فقط على حزن عائلة غريس: الزوج والبنات. ألمهم حقيقي ومؤثر، ولكن، هل كانت هذه هي المأساة الوحيدة في الحرب؟ آلاف العائلات العراقية فقدت أحبّاءها، ولم يأتِ الفيلم على ذكرهم مطلقًا. هكذا، يتكوّن في ذهن المشاهد الأمريكي تصور ضمني بأن “النتيجة الأهم” للحرب هي حزن أمريكا، لا دمار الفلوجة أو الموصل.

 

٦.٢ العراق كـ”ثقب أسود بلا ملامح”

يُذكر اسم العراق في الحوار مرة أو مرتين، لكن لا نراه في أي صورة. حتى شاشة الأخبار في بيت ستانلي لا تظهر شيئًا واضحًا. العراق هنا مجرد فراغ غامض يبتلع الناس ويُعيدهم في نعوش. هذا بالضبط شكل من أشكال الاستعمار السردي: محو الواقع وتحويله إلى رماد غائب.

 

٦.٣ البطل هو من “يصبر” وليس من “يسأل”

ستانلي أب محب، لكنه لا يطرح أي سؤال جوهري: لماذا كانت زوجته هناك؟ لماذا ماتت؟ كل ما يشغله هو كيف يُخفف عن بناته. هذا طبيعي إنسانيًا، ولكن حين يتجنب الفيلم بأكمله طرح سؤال “لماذا الحرب؟”، فهو يُرسل رسالة ضمنية: “انسَ السياسة، احزن وامضِ قُدمًا.” وهذا ما يريده الاستعمار: أن تُنسى الأسئلة ويبقى نظام القوة على حاله.

 

٦.٤ غياب الفتاة العراقية

دون وهايدي شخصيتان جميلتان. لكن كم مرة رأينا في أفلام هوليود فتاة عراقية فقدت والديها في الحرب؟ السينما الأمريكية تمنح أطفالها الحق في الظهور والتعاطف، لكن نادرًا ما تمنح ذلك لأطفال العراق. هذا أيضًا شكل من أشكال الاستعمار: لا مساواة في الحضور أو في الحزن.

 

٦.٥ الصمت حول شخصية غريس

كان من الممكن أن تكون غريس شخصية محورية. لماذا انضمّت إلى الجيش؟ ماذا كانت تفعل في العراق؟ هل كانت لديها شكوك؟ هل ساعدت المدنيين؟ لا نعرف شيئًا. الفيلم يفضّل أن يُبقيها مجرّد صورة. وهكذا، تتحوّل الجندية الأمريكية إلى بطلة بلا أخطاء أو صراعات داخلية. وهذا أيضًا جزء من الاستعمار السردي: خلق أسطورة بدلاً من تقديم إنسان حقيقي.

 

٦.٦ إسكات صوت الأخ المعارض للحرب

شقيق ستانلي، وهو الصوت الوحيد المناهض للحرب في الفيلم، يُستبعَد بسرعة من السرد. وكأن الفيلم يخشى أن تُفسد السياسة نغمة الحزن الهادئ التي ينسجها. هذا التردد يُذكّرنا بسياسة وسائل الإعلام الأمريكية في بدايات حرب العراق: اسمح بالاعتراض، ولكن ما إن يعلو صوته، غيّر القناة.

 

٦.٧ العلم والشريط الأصفر كرموز وحيدة

خلال الرحلة، تظهر الأعلام الأمريكية والشرائط الصفراء التي تعبّر عن “دعم الجنود”، ولكن لا نرى أي لافتة احتجاج، أو مظاهرة ضد الحرب، أو حتى ملصق بسيط يقول “أوقفوا الحرب”. هذه الصورة الأحادية للمجتمع تُخفي تنوع المشاعر الحقيقية لدى الناس.

 

٦.٨ هل الفيلم مناهض للحرب أم محايد؟

يعتبر بعض النقاد أن الفيلم مناهض للحرب لأنه يُظهر المعاناة الإنسانية. لكن الفيلم المناهض حقًا للحرب لا يُظهر الألم فحسب، بل يطرح أيضًا تساؤلات عن أسباب الحرب وإمكانية تغيير الوضع. “غريس قد رحلت” لا يفعل ذلك. في أفضل حالاته، يرسل رسالة تقول: “الحرب سيئة لأنها تترك عائلات في الحزن”، دون التعمّق في جذور المشكلة.

 

٦.٩ ما الرسالة التي يوجّهها الفيلم للمشاهد العراقي؟

إذا شاهدت هذا الفيلم في بغداد أو الموصل، قد تشعر بشعور مزدوج: من جهة، تتعاطف مع ألم الأب وابنتيه لأن الحزن على الفقدان شعور إنساني مشترك. لكن من جهة أخرى، قد تتساءل: “هل هناك من يروي قصتنا نحن أيضًا؟” وهذا سؤال مشروع. فالفيلم لا يعكس تجربتك، ويبقى التعاطف من طرف واحد.

 

٦.١٠ كيف كان يمكن جعل السرد أكثر توازنًا؟

لم يكن الأمر يتطلّب الكثير. مجرد بطاقة بريدية من غريس تُظهر أطفالًا عراقيين، مشهد جنازة أم عراقية في النجف، أو حوار قصير بين ستانلي وأخيه عن المدنيين… هذه اللمسات البسيطة كانت كافية لتُفهم المشاهد أن الحرب لها وجهان، وكلاهما إنساني.

 

٧. خلاصة

 

“غريس قد رحلت” فيلم صغير، حميمي، ومليء بالمشاعر الإنسانية، يسير بسلاسة وبساطة. بأداء صادق من جون كيوزاك وموسيقى مؤثرة من كلينت إيستوود، يُقدّم الفيلم صورة واقعية لعائلة أمريكية مكلومة. هو ليس فيلمًا مفعمًا بالإثارة والانفجارات، بل فيلم عن وقع مكالمة هاتفية تغيّر حياة ثلاثة أشخاص بالكامل.

 

قيمة الفيلم تكمن في صدقه وهدوئه، وفي قدرته على التقاط لحظة شخصية في قلب مأساة وطنية. لكن من منظور نقد ما بعد الاستعمار، الفيلم يقع في فخ السرد الأحادي. يُركّز على ألم العائلة الأمريكية ويترك العراق في الظل، وكأن الحرب حدث بلا سياق أو ضحايا على الطرف الآخر.

 

سواء كان هذا بسبب ميزانية محدودة أو تردد واعٍ في طرح السياسة، فإن النتيجة هي نفس النتيجة: تأكيد الرواية التي تقول إن “نحن نتألّم، أما هم فمجرد خلفية صامتة”.

 

بالنسبة للمشاهد العراقي، هذا الفيلم يثير مشاعر مختلطة. الألم الإنساني مفهوم، لكن غياب الصوت العراقي يثير سؤالًا جوهريًا: “هل هناك مكان لحكايتي في هذا الفيلم؟” الفيلم، وإن لم يكن يقصد، يُظهر كيف أن الكثير من الإنتاجات الثقافية الغربية تُقلّل من حضور ضحايا الحرب من خارج أمريكا، لا سيما في الشرق الأوسط.

 

الرسالة الأخيرة للمشاهد: حتى في فيلم يُظهر نفسه على أنه مناهض للحرب، ما زال هناك ضرورة للمطالبة بصورة وصوت وسردية تمثّلنا. ما دامت القصة تُروى من جانب واحد، فإن الاستعمار الثقافي ــ حتى لو كان صامتًا أو مغلفًا بالحزن ــ يظل حيًا.

 

لذلك، بعد مشاهدة “غريس قد رحلت”، ربما يكون من الضروري مشاهدة أفلام عراقية أو وثائقيات من بغداد والموصل. فقط حين نضع هذه الأفلام جنبًا إلى جنب، يمكننا رسم صورة شاملة للحرب وتبعاتها ــ صورة تُظهر ما فعلته الحرب بالعائلات على الجانبين، الأمريكي والعراقي معًا.

 

السينما تستطيع أن تكون أداة حوار حقيقي، عندما تُكسر أحادية الحزن، ويتحوّل العزاء إلى حوار مشترك بين الشعوب؛ حوار قد يُساهم في منع تكرار المآسي مستقبلاً.

محتوایی برای این تب موجود نیست.
محتوایی برای این تب موجود نیست.
محتوایی برای این تب موجود نیست.
  • 0 رأي
  • 42 يزور
  • فريق العمل والموسيقى التصويرية
نقترح عليك المشاهدة

دیدگاه های کاربران

0 نظر
انصراف

اولین نفر باشید دیدگاهی ثبت میکند