شاهد المقطع الدعائي

خزانة الألم The Hurt Locker 2008

IMDb
7.5/10
سنة الإنتاج:
منتج:
تمکین تعطيل
الإشعارات فیلم
0

الملخص: يركز الفيلم على وحدة تفكيك القنابل في العراق، مستعرضًا التوترات النفسية والمخاطر التي يواجهها الجنود في ميدان المعركة.


https://youtu.be/i4nfkRYZ70I
نقد وجهات النظر الاستعمارية في الفيلم

الأفلام الهوليوودية تقليدياً تتبع الأنماط الاستعمارية في تصوير الشرق وشعوبه، و”The Hurt Locker” ليس استثناءً. في هذا الفيلم، يُعرض العراق كمكان خطير وغير مستقر، حيث تكون القوات الأمريكية هي القوة الوحيدة القادرة على تحقيق السيطرة والأمان. هذه النظرة إلى الشرق كمكان يحتاج إلى الإنقاذ والسيطرة من قبل الغرب، تتجذر في وجهات النظر الاستعمارية التي تصور الشرق دائماً على أنه “الآخر” و”الخطير”.

الشخصيات العراقية في هذا الفيلم تُعرض بشكل كاريكاتيري ودون عمق. غالبًا ما يظهرون كتهديدات غامضة ومجهولة أو كضحايا بلا اسم ولا هوية. الفيلم يتجنب عرض الشخصيات العراقية بشكل حقيقي ومعقد، حيث تكون لديهم دوافع وقصص شخصية. هذا النوع من العرض يقدم صورة أحادية وغير دقيقة عن الشعب العراقي للمشاهدين، مما يمكن أن يعزز التصورات النمطية والخاطئة عنهم. التركيز الأساسي يكون على تجربة ورؤية الجنود الأمريكيين. هؤلاء الجنود يُعرضون كأبطال يسعون لتحقيق النظام والأمن، بينما يُستخدم السكان المحليون كخلفية للرواية الرئيسية. هذه الثنائية تحرمهم من الفاعلية والتعقيد، وتجعلهم عناصر في بيئة خطرة يجب على الجنود الأمريكيين التحرك فيها. يمكن لمثل هذه العروض أن تعزز الصور النمطية المبسطة والضارة عن سكان المناطق المتضررة من الحرب كمتجاوزين أو ضحايا سلبيين للصراع، دون الهويات الدقيقة التي تُرى في الشخصيات الأمريكية بالفيلم. هذا العامل يتجذر في اللاوعي للمشاهد الغربي، ومنذ ذلك الحين عندما يواجه شخصًا شرقيًا أو في هذا السياق شخصًا عراقيًا، لا يكون مهتمًا بمشاعره وعواطفه، بل يراه عمومًا في مستويين، متجاوز أو ضحية.

أحد الأمثلة البارزة على ضعف بناء الشخصيات في الفيلم هو الطفل العراقي المسمى بكةام، الذي يبيع أقراص DVD المقلدة بالقرب من القاعدة العسكرية. يصبح صديقًا لوليام جيمس، أحد أعضاء فريق نزع القنابل، يبيع له الأفلام المقلدة ويلعب معه كرة القدم. علاقته مع الرقيب جيمس تضيف طبقة من التعقيد إلى الرواية.  يقوم جيمس بتكوين رابط مع بكةام، رابط من المفترض أن يجعل العدو بلا وجه إنسانياً.  ومع ذلك، فإن هذه العلاقة مبنية على عدم الثقة والبارانويا الشاملة، حيث يشتبه جيمس لاحقًا في أن بكةام متورط في أنشطة إرهابية.  يبلغ هذا الشك ذروته عندما يعتقد جيمس خطأً أن جثة ممزقة ومفخخة بالمتفجرات تعود إلى بكةام. هذا المشهد لديه أحد أغرب التفسيرات في الفيلم لإزالة الإنسانية عن العراقيين. في زاوية من المستودع، وُضعت جثة الطفل العراقي على سرير. تم إفراغ الأعضاء الداخلية للجثة وزُرعت فيها القنابل. وجه الطفل سليم ويعتقد جيمس أنه بكةام. بالرغم من أن الفرق بين الوجوه واضح. كان التركيز على الوحشية التي تم بها ذبح هذا الطفل قوياً لدرجة أن المشاهد يدرك فجأة أنه لو لم يكن الأمريكيون هناك، لكانت هذه الكارثة حلت بجميع أطفال العراق. الفيلم لا يحاول تفسير الأسباب. بل يركز على التصور المسبق لعقل المشاهد عن الشرق كمكان خطير، فقط يسعى لإظهار الوحشية. هذا يجعل الصور النمطية الخاطئة تتعزز في عقل المشاهد. الكابتن جيمس، كبطل، يضع حياته وحياة زملائه في خطر ويقرر إزالة القنابل من جسم الطفل. البطل الأبيض يُعوض عن وحشية العراقيين. هذه النقاط الصغيرة تمر بسرعة في الفيلم، لكن تأثيرها يبقى في عقل المشاهد لفترة طويلة.  لاحقًا، يحاول الكابتن جيمس العثور على قتلة بكةام. نقطة أخرى هنا، هي تسمية شخصية الطفل التي تدل على عدم الاهتمام بهويته الحقيقية. عدم التسمية الحقيقية والتركيز على كونه “ديفيد بكةام”، يظهر عدم الاهتمام بفرديته وهويته الثقافية. الفيلم يسعى إلى غربيته للطفل ليمنحه دور الضحية والتوصل إلى أن العراقيين الذين يستحقون الإنقاذ هم الذين لديهم أثر من الغرب فيهم.

جيمس، في مسار بحثه عن قتلة بكةام، يلتقي بشخصية أخرى، وهو الرجل العجوز الذي كان يعمل مع بكةام. في هذا المشهد، يظهر الفيلم ازدراءً للغة العربية والرجل العجوز، حيث يصوره على أنه بطيء الفهم وغبي، لأننا فيما بعد نرى أن بكةام لا يزال حياً وأن الرجل العجوز يعلم بذلك ولكنه يأخذ الجندي الأمريكي إلى مكان غير معروف دون أن يخبره. المكان هو منزل دكتور عراقي. الرجل العجوز الذي يعتقد أن جيمس يريد قتل شخص ما، يأخذه إلى ذلك المنزل. هذا النوع من العرض يقدم صورة خائنة وسلبية عن العراقيين. يُصور الرجل العجوز ليس فقط كشخص غير موثوق وخائن، بل أيضاً تتجاهل دوافعه وأسبابه تماماً، مما يجعله شخصية بلا هوية وسلبية. بالإضافة إلى أن الرجل العجوز يأخذ جيمس إلى منزل الدكتور (كشخص متعلم عراقي)، وهذا يدل على قرار الفيلم بتصوير العراقيين كأشخاص غير جديرين بأن يكون لديهم أشخاص متعلمين ورفيعين.

جيمس في منزل الأستاذ الجامعي، يجري حواراً محتملاً يمكن أن يكون محولاً، ولكنه ينتهي بشكل مفاجئ وغير مرضي وينحرف بمشهد هستيري من زوجته. هذه اللحظة تعكس الحيرة والتعقيد في حرب العراق، والتي تم تصويرها بشكل جيد في الفيلم. بالإضافة إلى ذلك، يعكس نوعاً من الاغتراب والختم الغربي لصداقة الطبقة المثقفة العراقية، التي يسعى الفيلم لتعميقها.

 

أسطورة الأبيض والمنقذ

قد يتساءل الكثيرون ما هي العلامات التي يجب أن توجد في فيلم وشخصية ليتم تصنيفها ضمن أسطورة “الأبيض المنقذ”؟ أو ما هو الخطأ في تصوير الجندي الأمريكي كبطل منقذ لشعوب العالم؟ وما هي المخاطر التي قد تنتج عن هذا النوع من العرض؟ هذه النقدة تسعى لتحليل هذا الفيلم بدقة في البداية من خلال تحليل علامات الأسطورة، ثم الانتقال إلى المخاطر المترتبة عليها.

في هذا الفيلم، يتم تصوير مفهوم “المنقذ الأبيض” أو “البطل” من خلال شخصية الرقيب ويليام جيمس. يمكن تحليل هذه الأسطورة من عدة زوايا:

1.بناء الشخصية والنموذج الأولي للبطل:

يتم تصوير ويليام جيمس في جرأته ومهاراته الاستثنائية كشخصية شبه فوق طبيعية. على الرغم من البيئة الخطرة، يقوم مراراً بتحديات شخصية ومهنية، وغالباً يتجاهل البروتوكولات القياسية. شخصيته لديها قدرة كبيرة على العمل تحت ضغط شديد، وهذه الصفة تميزه عن أقرانه وتجعله البطل الرئيسي. هذا التصوير يتوافق مع استعارة “المنقذ الأبيض”، حيث يتم تصوير شخصية بيضاء كفرد فريد قادر على التغلب على العقبات، وحل المشكلات، وفي النهاية يستحق الفداء.

2.التضاد مع الشخصيات الأخرى:

يتم تسليط الضوء على بطولة جيمس من خلال تقابله مع الشخصيات الأخرى، مثل الرقيب سنبورن والدريج. سنبورن، الذي يتبع البروتوكولات ويكون أكثر حذراً، لا يمتلك صفات البطولة. ربما هذا أيضاً أحد الأضرار التي تسببها هوليوود في تصوير الشخصيات السوداء كشخصيات ثانوية في الأفلام. من ناحية أخرى، يتم تصوير الدريج كشخصية ضعيفة ومعتمدة. هذا التضاد في الشخصيات يساعد في إبراز شجاعة ومهارات جيمس الفريدة ويجعله البطل الأبيض الأسطوري.

3.التركيز ووجهة النظر السردية:

تتركز رواية الفيلم بشكل كبير حول تجارب وقرارات ونشاطات جيمس. هذا التركيز يضمن أن يكون وجهة نظر المشاهد متطابقة معه، ومن ثم يصبح قصته هي المحورية على مدار الفيلم. هذا الاختيار السردي يحجب وجهات النظر والمواقف للشخصيات الأخرى، خصوصاً المدنيين العراقيين وحتى الجنود الآخرين، ويعزز بالتالي مركزية وتفوق البطل الأبيض.

4.العمق والتعقيد النفسي:

يمنح الفيلم جيمس عمقاً نفسياً ملحوظاً ويستكشف إدمانه للأدرينالين في الحرب وجهوده لإنشاء حياة عادية. هذه التعقيدات تجعله شخصية متعددة الأوجه وتعاطفية، على عكس تصوير الشخصيات العراقية بشكل أحادي وغير متعاطف. هذا العمق لا يجعله إنسانياً فحسب، بل يجعله في قلب النواة الأخلاقية والعاطفية للفيلم، ويعزز دوره كشخصية البطل المحورية. هذا البناء البطولي يجعله يمثل الحق المطلق ويمكنه تبرير الجرائم التي ارتكبها جميع الأبطال البيض في حرب العراق.

5.التقنيات السينمائية وتصوير البطل:

تستخدم المخرجة كاثرين بيجلو تقنيات سينمائية مختلفة لتأكيد بطولة جيمس. المشاهد البطيئة، اللقطات القريبة الدراماتيكية ووضع جيمس في مركز مشاهد الحركة، كلها تساعد في تصويره كشخصية أكبر من الحياة. تم تصميم ذروة الفيلم والمشاهد الرئيسية لإظهار شجاعته وقدراته، وغالباً ما يتم تصويره بصرياً وموضوعياً كشخصية في غاية الشجاعة والقدرة.

6.مخاطر الأسطورة في الأفلام:

خلفية حرب العراق توفر سياقاً لرواية “المنقذ الأبيض”. تصوير العراقيين في الغالب كتهديد أو كضحايا يجب إنقاذهم بواسطة الجنود الأمريكيين الشجعان، يساهم في سرديات ثقافية أوسع تبرر الدور التدخلي والأبوي للغرب. وبالتالي، يتحول شخصية جيمس، رغم طبيعة الحرب المعقدة وغالباً المثيرة للجدل، إلى رمز للبطولة والعدالة الأخلاقية الأمريكية. بأسلوبه الأخلاقي الخاص وشعوره الغامض كأب أو أخ، يوحي بأن غير الغربيين لا يفهمون ما نفعله نحن الغربيين، نحن نعلم ما نفعل، إذا كنت ترى سلوكاً معيناً منا، إذا كنت ترى قتل منا أو إذا كنا ندمر بلدك، كل هذا من أجلكم. نحن نعرفكم أفضل مما تعرفون أنفسكم. ضعوا أنفسكم في خدمتنا وابقوا في الخلفية.

المقدمة:

“The Hurt Locker” من إخراج كاثرين بيجلو وكتابة مارك بول، هو واحد من أبرز أفلام الحرب في العقد الماضي والذي صدر عام 2008. يركز هذا الفيلم على الحياة اليومية لفريق نزع القنابل في الجيش الأمريكي في العراق، وقد تمكن من تقديم صورة واقعية وصادقة عن أهوال الحرب وضغوطها.

 

القصة:

تدور القصة حول الرقيب ويليام جيمس (جيريمي رينر) المسؤول عن نزع القنابل. إنه مستعد لتفكيك المتفجرات في شوارع العراق المليئة بالحروب. جيمس ماهر وخطير بلا مبرر، وهذا جعله غالباً في صدام مع أعضاء فريقه، الرقيب جي تي سانبورن (أنتوني ماكي) وأوين الدريدج (برايان جيراتي)، اللذين يتبعان نهجاً أكثر حذراً. يستكشف هذا الفيلم موضوعات الخطر والشجاعة وتأثير الحرب على الأفراد، ويركز على الإثارة التي تكاد تكون إدمانية لجيمس في تفكيك القنابل في بيئة الحرب.

 

الطبقات الكامنة:

الفيلم، بعرضه المذهل للتجهيزات والاستراتيجيات العسكرية المتقدمة، يقدم صورة عن الجيش الأمريكي كقوة تدخلية وقوية. هذا العرض التكنولوجي، وخاصة في المشاهد التي يقوم فيها الرائد ويليام جيمس (بأداء جيريمي رينر) بنزع القنابل بمفرده، يؤكد على القدرات الفردية والتفوق التكنولوجي الذي يبدو أنه يتغلب على كل التحديات. هذا الأسلوب في العرض، الذي يحظى بشعبية كبيرة في الأفلام الهوليوودية، يهدف إلى خلق أبطال ليسوا أبيض وأسود فقط، بل لديهم نقاط ضعف ظاهرة التي ندرك فيما بعد أنها نقاط قوتهم. في هذا الفيلم، تم استخدام نفس صيغة صناعة الأبطال لعرض هذه النظرة كالنظرة السائدة في العالم. بينما في الواقع، ابتعد الفيلم عن الأجواء التي يُعرض فيها. يعني أن التفاعلات مع المواطنين العراقيين كأهم شخصيات في عالم الفيلم نادرة وغالباً ما تُعرض كتهديد أو إزعاج. تصوير الفيلم اليدوي لزيادة إحساس الواقعية والعجلة في مشاهد الأكشن، بينما يضع المشاهد في قلب العمليات، يجعل في نفس الوقت أن الرؤى المحلية تُهمش. الفيلم، نتيجة للعجلة المعتادة لفرق نزع القنابل، لا يمنح المشاهد فرصة للتفاعل مع البيئة المحيطة. هم (العراق والعراقيين) فقط خلفية، خلفية لمغامرات الأبطال البيض الأمريكيين. الصور التي تُعرض عن البيئات الحضرية في العراق غالباً ما تبدو مدمرة وخالية من السكان، مما يساعد على تبسيط المجتمع العراقي. هذا النوع من العرض يصور المجتمع العراقي كخلفية فارغة وبلا روح لتنفيذ العمليات العسكرية، وليس كمجتمع ديناميكي يضم أشخاصاً لديهم تاريخ وثقافة غنية. تأثير هذا النوع من العرض على الثقافة والإدراك المجتمعي تجاه الحرب ودور أمريكا في العالم أكبر مما قد يبدو في النظرة الأولى. المشاهد الذي يواجه الفيلم لأول مرة قد لا يتمكن من رؤية هذه التناقضات بشكل صحيح ويقع ضحية للسرد القوي والأكشن، لكننا نحاول الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك وكشف الطبقات المعقدة في الفيلم.

“The hurt locker” بعرضه الأحادي للقوة والتفوق، يمكنه تعزيز وجهات النظر الاستعمارية والسلطوية في جمهوره. هذه الرؤى التي تُعرض كترفيه وتسلية يمكنها تشكيل فهمنا للمواقف الدولية ووجهات النظر المتعلقة بالـ”آخر”، وتؤثر بشكل عميق على العلاقات الثقافية والدبلوماسية بين الدول. إذا رأيت أمريكيًا في الشارع غدًا، تأكد أنه لا يراك كفرد عراقي مميز بذوقه وأفكاره الخاصة بك، بل يراك كخلفية في بلد كان قد احتله بأبشع الطرق. هذا هو التفكير الذي تزرعه هذه الأفلام في عقول الأمريكيين والغربيين عموماً. لذا من الأفضل أن نفهم وجهات نظرهم في أفلامهم ونتعرف على أساليب الاستعمار الجديد ونتخذ موقفًا أكثر دقة تجاه هذا الاحتلال الثقافي أيضًا.

الإخراج والعوامل:

بيجلو من خلال إخراجها المتميز، استطاعت وضع المشاهد في قلب المشاهد الحربية. استخدام الكاميرا اليدوية واللقطات القريبة، يعطي إحساساً بالواقع والحضور في ساحة المعركة، وهو ما نادراً ما يُشاهد في الأفلام الأخرى. تصوير باري أكرويد أيضاً بإظهار التفاصيل الدقيقة واللحظات المليئة بالتوتر، أضاف إلى هذا الإحساس بالواقع. الكاميرا نشطة وفوضوية، وتصور الخوف من الأماكن المغلقة وعدم القدرة على التنبؤ بالحرب الحضرية. تقنيات مثل الصور النقاطية والعدسات ذات الزاوية الواسعة تُستخدم بشكل كبير لزيادة التوتر والواقعية، ووضع المشاهدين في مكان فريق نزع القنابل.

جيريمي رينر في دور الرقيب ويليام جيمس، يقدم أداءً بارزاً ولا يُنسى. بدقة وتميز في التمثيل، تمكن من عرض شخصية متعددة الطبقات ومعقدة تتأرجح بين الشعور بالمسؤولية والإثارة الناجمة عن الخطر. أداء الأدوار المساندة من قبل أنتوني ماكي وبرايان جيراتي أيضاً يستحق الإشادة، حيث يساهم كل منهما بشكل خاص في ديناميكية القصة.

بول بكتابة سيناريو قوي وواقعي، مستمد من تجاربه كصحفي في العراق، يستكشف نفسية الحرب وتأثيراتها على الأفراد. بدلاً من التركيز على البطولات الكبيرة، يركز الفيلم على اللحظات الصغيرة والقرارات الصعبة التي يواجهها الجنود يومياً. هذا المنظور الواقعي والقاسي للحرب يظهر للمشاهدين أن الحرب ليست ساحة معركة جسدية فقط، بل هي ساحة معركة نفسية أيضاً.

موسيقى الفيلم التي ألفها ماركو بلترامي وباك ساندرز، مصممة بذكاء لتعزيز التوتر والإثارة في المشاهد. الاستخدام المحدود للموسيقى والاعتماد على الأصوات البيئية يساعد أيضاً في الواقعية.

قدرة الفيلم على نقل التشويق المذهل لنزع القنابل بالإضافة إلى الصراعات الداخلية للفريق في ذلك الوقت، ساعدته على أن يصبح دراما حربية مهمة وتفسيراً عميقاً للتكاليف الإنسانية للحرب.

الفيلم بإخراجه وتمثيله وسيناريوه القوي، أصبح واحداً من أفضل الأعمال في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2010 وحصل على ست جوائز من هذا المهرجان. كما تم اختياره للحفاظ في السجل الوطني للأفلام بالولايات المتحدة من قبل مكتبة الكونجرس كفيلم “ذو أهمية ثقافية أو تاريخية أو جمالية”. هذا الفيلم يستحق الإشادة ليس فقط لمشاهده الحركية والمثيرة، بل أيضاً لنظرته العميقة والإنسانية للحرب وتأثيراتها على نفسية الجنود. لكن إلى أي مدى يستمر هذا الإشادة؟ هل تمكن هذا الفيلم من تقديم صورة صحيحة عن المكان الذي وقعت فيه الأحداث؟ أم أن العراقيين الذين يعتبرون الضحايا الرئيسيين للحرب لهم مكانة صحيحة في هذا الفيلم؟ هذا النقد يستعرض هذه التساؤلات في فيلم “The Hurt Locker” ويحاول اكتشاف هذه الحقائق.

 

 

  • 0 رأي
  • 72 يزور
  • فريق العمل والموسيقى التصويرية
نقترح عليك المشاهدة

آراء المستخدمين

0 رأي
انسحب

كن أول من ينشر تعليقًا.