الوصية الحادية عشرة The 11th Order

IMDb
9.0/10
سنة الإنتاج:
منتج:
النوع:
تمکین تعطيل
الإشعارات فیلم
0

الملخص: فيلم قصير يستند إلى قصة حقيقية عن الجنديين جوناثان ييل وجوردان هاردر، اللذين ضحيا بحياتهما عام 2008 أثناء اعتراض هجوم انتحاري في محافظة الأنبار، العراق. يسلط الفيلم الضوء على الشجاعة المطلقة والتفاني في أداء الواجب العسكري.

مقدّمة وتعريف الفيلم

 

“الوصية الحادية عشرة” (The 11th Order) هو فيلم قصير في فئة الدراما والحرب، تم إصداره في عام 2019 بإخراج وكتابة جاشوا دي. دريكس. يستغرق هذا العمل حوالى 25 دقيقة، ويروي قصة حقيقية عن تضحيتين من جنديي البحرية الأمريكيين، ييل وهاردر. خلال مهمة خطيرة في إحدى المناطق المضطربة في العراق، يواجه هذين الجنديين في مدينة الرمادي تحديات عديدة وتهديدات وشيكة جنباً إلى جنب مع القوات العراقية بالتعاون مع الشرطة المحلية.

 

تركز قصة الفيلم على تجارب حقيقية لهذين الجنديين في مواجهة سيارة ملغومة؛ وهي اللحظة التي يقرران فيها، بدلاً من الهروب من الخطر، البقاء في المكان لإنقاذ زملائهم والقوات العراقية. هذا العمل البطولي، على الرغم من التكلفة الباهظة لأرواحهما، يمثل ذروة قصة الفيلم، ويصور قيم الشجاعة والواجب ونكران الذات.

 

من ناحية أخرى، “الوصية الحادية عشرة” بالإضافة إلى تناوله لمواضيع بطولية وأخلاقية، يعرض في بعض الأبعاد رؤى يمكن استكشافها في إطار نقد ما بعد الاستعمار. يظهر الفيلم تفاعلات القوات الأمريكية مع القوات والشعب العراقي، مما يقدم صورة للفروق الثقافية والقوة بين الغرب و”الآخر”؛ وهي فكرة تم الإشارة إليها مراراً في النقد السينمائي الحديث لحرب روايات الاستعمار.

 

تهدف هذه المقالة إلى تحليل الجوانب السردية والفنية وأيضاً ما بعد الاستعمار للفيلم “الوصية الحادية عشرة”، لفحص نقاط القوة والضعف لهذا العمل من مناظر مختلفة.

 

الجزء الأول: نقد السرد والتقنيات الفنية للفيلم “الوصية الحادية عشرة”

 

  1. هيكل السرد وتطوير الشخصيات

 

أحد أهم عناصر أي عمل سينمائي هو القدرة على سرد القصة بشكل متماسك ومتسلسل. في “الوصية الحادية عشرة”، تم محاولة رواية قصة بطولية لجنديين من مشاة البحرية الأمريكية في ظروف حرجة؛ ولكن من الناحية الهيكلية، تظهر بعض النقاط الضعف الواضحة في سرد الفيلم.

أولاً، يجب الإشارة إلى أن هيكل السرد في الفيلم يعاني من نقص في الترابط عند نقل عدة خطوط قصة (مثل تفاعلات القوات الأمريكية مع القوات العراقية، والمناقشات الأخلاقية حول المهمة، ومشاهد الحركة المتعلقة بالتصدي للتهديد بالسيارة الملغومة). يتم تقديم السرد بطريقة متفرقة وفي بعض الأحيان غير خطية، مما يجعل من الصعب على الجمهور فهم تسلسل الأحداث بدقة. على سبيل المثال، التغيير المفاجئ بين مشاهد الحوار وذكريات الماضي القصيرة ولحظات الذروة الحركية، بدون إنشاء جسور انتقالية مناسبة، يمثل عقبة أمام إنشاء سرد سلس وموحد.

في هذا السياق، يعاني تطوير الشخصيات الرئيسية في الفيلم من نقص أيضاً. شخصية ييل، التي يلعبها رايلاند ستيرلينغ، تُظهر كرمز للطموح وعدم الاكتراث بالعواقب الأخلاقية؛ بينما يظهر هاردر (الذي يؤدي دوره دانيال فلينين) كعنصر يستدعي حس الواجب والضمير الأخلاقي. لكن لا يتم تقديم معلومات كافية عن الخلفيات والدوافع والعمق الداخلي لهذه الشخصيات في الفيلم. الحوارات القصيرة والمحدودة وكذلك المشاهد القليلة إلى جانبها تجعل من الصعب على الجمهور التوحد مع الشخصيات، مما يقلل من وزن التضحية النهائية لها من الناحية العاطفية.

بالإضافة إلى ذلك، استخدام السرد الصوتي (Voiceover) لتقديم الأفكار الداخلية لهاردر، مستوحاة من الأنماط الكلاسيكية للأفلام الإجرامية، بدلاً من أن يسهم في تعميق الأبعاد النفسية للشخصية، يظهر في كثير من الأحيان كعنصر متكرر وآلي. وبالتالي، لم يتمكن هذا الأسلوب السردي من تعزيز الشعور بالتورط العاطفي للجمهور مع القصة بشكل كاف.

  1. الإخراج والمونتاج

استخدام جاشوا دي. دريكس في “الوصية الحادية عشرة” لعناصر معينة لخلق جو من الحركة والدراما؛ ولكن بسبب بعض العيوب الفنية، لم يتمكن العمل النهائي من تحقيق إمكانيات القصة بشكل كامل. في أجزاء من الفيلم، تسبب استخدام زوايا الكاميرا غير المناسبة والمونتاج الضعيف في مشاهد القتال في ظهور الأحداث بشكل مربك ومتفرق. هذه الافتقار للتنسيق بين مشاهد الحركة ولحظات الحوار شكل حاجزاً أمام نقل الرسائل العاطفية والبطولية للفيلم بشكل فعّال.

كما يعاني المونتاج في الفيلم من تذبذبات حادة في الإيقاع. في بعض الأجزاء، يتم تمديد الفيلم بشكل مبالغ فيه، وفي لحظات أخرى يتقدم بسرعة غير عادية. هذه التذبذبات الإيقاعية تجعل من الصعب على الجمهور البقاء متصلاً بجريان القصة باستمرار، مما يقلل من نقل الشعور بالتوتر والإثارة في اللحظات الحرجة بشكل دقيق. بعبارة أخرى، عدم وجود مونتاج منسجم ومنسق، يقلل من القيمة الفنية للمشاهد الرئيسية مثل مواجهة السيارة الملغومة.

 

٣. الحوارات والسيناريو

 

إحدى النقاط التي تُلاحظ في نقد “الوصية الحادية عشرة” هي الضعف في الحوارات وبنية السيناريو. رغم أن الفيلم يسعى إلى استخدام حوارات عاطفية وأحياناً فلسفية لإظهار العمق النفسي والأخلاقي للشخصيات، إلا أن الكثير من الجمل المستخدمة تبدو كليشيهية ومتوقعة. هذه الحوارات السطحية، بجانب قصر مدة الفيلم (حوالي ٢٥ دقيقة)، تحد من القدرة على التطرق إلى الأبعاد الحقيقية لقصة التضحية والمسؤولية.

رغم أن السيناريو يمتلك فكرة جذابة مبنية على قصة حقيقية، إلا أنه يعاني من تراجع ملحوظ في النصف الثاني من الفيلم. عدم استخدام الالتواءات السردية والتعليق المناسب يجعل السرد في بعض النقاط مملاً ومتوقعًا. لهذا السبب، قد لا يشعر الجمهور بالرضا الكامل من رؤية اللحظات الرئيسية في الفيلم التي من المفترض أن تخلق تأثيرًا عاطفيًا عميقًا.

 

٤. التمثيل

 

من ناحية التمثيل، حاول “الوصية الحادية عشرة” من خلال اختيار ممثلين شباب وموهوبين تقديم صورة لبطلين ضد الأبطال؛ ولكن مع الأسف، يعاني أداء الأدوار من بعض النواقص. رغم جهود رايلند ستيرلينغ في دور ييل ودانيال فلينين في دور هاردر لتقديم أداء قوي، إلا أنه بسبب قيود السيناريو وضعف الحوارات، لم يتمكنا من نقل العمق والتعقيد الشخصي الذي تتطلبه القصة بشكل جيد. نتيجة لذلك، تصبح التضحية النهائية لهذين الجنديين أقل تأثيرًا عاطفيًا على الجمهور، ولا يكتسب الفيلم القيمة اللازمة كقصة بطولية.

 

يظهر الممثلون الفرعيون أيضًا كعناصر خلفية في القصة، ولا تتاح لهم الفرصة الكافية لتقديم مواهبهم وشخصياتهم المتنوعة في القصة. هذا الأمر يجعل التفاعلات بين القوات الأمريكية والشرطة العراقية، التي كان يمكن أن تعرض جوانب أكثر من الواقع الثقافي والاجتماعي للمنطقة، تبدو سطحية وكليشيهية.

 

٥. خاتمة نقد السرد والتقنيات الفنية

 

بشكل عام، يمكن اعتبار “الوصية الحادية عشرة” من منظور السرد والتقنيات الفنية فيلمًا يتناول قصة حقيقية لتضحية جنديين، ويمكن أن يُعتبر عملاً بطوليًا ومؤثرًا؛ ولكن من ناحية أخرى، تعاني الفيلم من ضعف في بنية السرد، وتذبذب في إيقاع المونتاج، وحوارات كليشيهية وأداء تمثيلي ضعيف، مما جعله لا يستغل إمكانياته الكاملة. عدم التنسيق بين خطوط القصة المختلفة وعدم القدرة على إنشاء ارتباط عاطفي قوي بين الجمهور والشخصيات الرئيسية، يعد من أهم نقاط الضعف في هذا الفيلم.

محتوایی برای این تب موجود نیست.
محتوایی برای این تب موجود نیست.
محتوایی برای این تب موجود نیست.
  • 0 رأي
  • 13 يزور
  • فريق العمل والموسيقى التصويرية
نقترح عليك المشاهدة

دیدگاه های کاربران

0 نظر
انصراف

اولین نفر باشید دیدگاهی ثبت میکند