شاهد المقطع الدعائي

ميغان ليفي Megan Leavey 2017

IMDb
7.1/10
سنة الإنتاج:
منتج:
تمکین تعطيل
الإشعارات فیلم
0

الملخص: يروي الفيلم القصة الحقيقية للجندية ميغان ليفي وعلاقتها بكلبها العسكري، مستعرضًا خدمتهما المشتركة في العراق وتأثيرها على حياتهما.

نقد ما بعد الاستعمار لفيلم ميغان ليفي

١. التصوير الكليشيهي لـ”الآخر” (The Other)

في المشاهد التي تصور العراق وساحات القتال، يقدم الفيلم صورة تقليدية وكليشيهية لـ”الآخر”. الأشخاص المحليون الذين يعيشون في العراق يصورون بشكل أساسي كتهديدات غير معروفة أو أعداء محتملين. هذا التصوير يبرز النقاط التالية:

– الغموض والتهديد: العراقيون إما لا يملكون أي حوارات أو تكون حضورهم مقصورة على سلوكيات مبهمة ومهددة. هذا يعزز التصورات النمطية عن شعوب الشرق الأوسط، ويتجاهل تعقيدات حياتهم الحقيقية.

– تبرير العنف العسكري: يلمح الفيلم ضمنيًا إلى أن الوجود العسكري الأمريكي في العراق إجراء ضروري ومبرر. هذا السرد يتجاهل الحقائق السياسية والاقتصادية للوجود العسكري في الشرق الأوسط.

– **الوجوه غير المريحة:** اختيار ممثلين بملامح غير مريحة وكليشيهية لدور العراقيين يقدم صورة ناقصة ومهينة. هذه الاختيارات تظهر أن صانعي الفيلم يسعون لإعادة إنتاج صورة “الآخر” كعدو وتهديد.

 

٢. الحيوان كأداة للقوة الاستعمارية

ريكس، الكلب المدرب الذي يستخدم للكشف عن القنابل وحماية الجنود الأمريكيين، يرمز لاستخدام الطبيعة والحيوانات في خدمة المشاريع العسكرية والاستعمارية. من منظور ما بعد الاستعمار، يمكن القول أن:

– تسخير الطبيعة: الحيوانات مثل ريكس تُعتبر وسيلة لتعزيز القوة العسكرية بدلًا من رؤيتها ككائنات مستقلة. هذا يعكس السياسات الاستعمارية التي ترى الموارد الطبيعية والحيوانات كوسائل للسيطرة والتسلط.

– المشاعر البشرية للتبرير: العلاقة العاطفية بين ميغان وريكس تؤثر بعمق على المشاهد، لكنها في الواقع تساهم في تبرير الوجود العسكري في العراق.

– زاوية رؤية الكلب: في المشاهد التي تُصور من زاوية رؤية ريكس (كلب ميغان)، يتم تصوير الأطفال العراقيين والأماكن الدينية كتهديد. هذه التقنية السينمائية تنقل رسالة خطيرة: حتى من وجهة نظر كلب أمريكي، يُعتبر الأطفال والمعتقدات الدينية العراقية تهديدًا. هذا النهج لا يساعد فقط في إعادة إنتاج الكليشيهات الاستعمارية، بل يهيئ ذهن المشاهد لقبول هذه الكليشيهات.

 

٣. حذف الروايات المحلية:

أحد أبرز نقاط ضعف الفيلم هو الحذف الكامل للروايات المحلية وتجارب الشعب العراقي من القصة. هذا يعكس النهج الاستعماري الشائع في الإعلام الغربي الذي يُخمد صوت “الآخر”.

– التركيز الكامل على الجنود الأمريكيين: يُروى الفيلم بالكامل من وجهة نظر أمريكية، ولا يبذل أي جهد لإظهار تأثيرات الحرب على الشعب العراقي. الحرب تُعتبر مجرد خلفية لعرض بطولة الجنود الأمريكيين.

– رفض التعقيدات:من خلال تقديم صورة بسيطة ومختزلة عن العراق، يتجنب الفيلم التعمق في أسباب ونتائج الحرب.

 

٤. تصوير الجندي الأمريكي كبطل

يُظهر الفيلم ميغان ليفي كبطلة بلا منازع تحافظ على قيمها الإنسانية حتى في أصعب الظروف. لكن من منظور ما بعد الاستعمار، هذا النوع من تصوير الأبطال يمثل مشكلة:

– إخفاء حقائق العسكرية:بدلاً من تقديم نقد لدور الجيش الأمريكي في العراق، يضع الفيلم الجنود في مركز القصة ويتجاهل المسؤوليات الأخلاقية والسياسية للحرب.

– بناء رواية البطل الأبيض: هذه الرواية تعكس أيديولوجية استعمارية تصور “الغربيين” كمنقذين للمجتمعات “الأخرى”.

 

٥. الجنس ودور النساء في السياق الاستعماري

يركز فيلم “ميغان ليفي” ظاهريًا على دور النساء في الجيش ويحاول تقديم صورة قوية للنساء في الجيش. ومع ذلك، هذه الصورة تواجه تحديات:

– النساء كأداة للتبرير: تُظهر ميغان كمرأة قوية، لكن هذه الصورة تُستخدم في النهاية لتعزيز الأهداف العسكرية. وجودها في الفيلم يضيف قصة عاطفية لرواية الحرب بدلاً من مناقشة دور النساء الحقيقي في الحرب.

– تجاهل النساء المحليين: في المقابل، يتم حذف النساء العراقيات تمامًا من القصة. هذا الحذف جزء من نهج أوسع يتجاهل النساء غير الغربيين في الإعلام الغربي.

 

٦. الطبيعة العاطفية مقابل حقائق الحرب القاسية

أحد عناصر جاذبية الفيلم هو عرض العلاقة العاطفية بين ميغان وريكس. هذا العنصر يجعل الفيلم مؤثرًا وجذابًا للمشاهدين. لكن هذه الطبيعة العاطفية تتعارض مع حقائق الحرب القاسية:

– إخفاء العنف الحقيقي: تُظهر مشاهد الحرب بشكل محدود ويركز الفيلم أكثر على العلاقات الإنسانية والحيوانية. هذا يخفي العنف الحقيقي للحرب وتأثيراته على المدنيين.

– رومانسية الحرب:بدلاً من نقد العسكرية، يستخدم الفيلم الحرب كخلفية لعرض جمال العلاقات الإنسانية والحيوانية.

 

٧. تطبيع العنف والسلوك المهين للجنود

يُظهر سلوك الجنود الأمريكيين تجاه الشعب العراقي في الفيلم ليس فقط مهينًا بل يعكس السياسات العسكرية والاستعمارية:

– إهانة الشعب المحلي:في مشاهد من الفيلم، يتجاهل الجنود الأمريكيون طلبات وحقوق العراقيين. على سبيل المثال، في مشهد اكتشاف الأسلحة والسجاد، يتم تجاهل طلب صاحب المنزل العراقي بالحفاظ على احترام سجادته المقدسة. في النهاية، لا يكتشف الجنود الأسلحة المخفية فقط بل يسرقون السجاد ويحتفلون عليه في القاعدة. هذا المشهد يطبع العنف والسرقة ويعرضها كتصرف طبيعي وصحيح للجنود.

– تقديم نموذج للمشاهد: عرض مثل هذه السلوكيات في الأفلام الهوليوودية يحمل رسالة خفية للمشاهد الغربي. هذه الرسالة تظهر أن السلوك المهين تجاه الشعب المحلي جزء من المهمة العسكرية ومقبول. مثل هذه الرسائل تعزز الروايات الاستعمارية.

 

٨. تجاهل التعقيدات الثقافية والدينية

يتجاهل الفيلم الثقافة والدين العراقيين، مما يؤدي إلى تبسيط وتحريف الواقع:

– إخفاء المعتقدات الدينية:في مشاهد مختلفة، يتم تجاهل المعتقدات الدينية للشعب العراقي أو تُظهر كعائق أمام الجنود الأمريكيين. على سبيل المثال، يُظهر صاحب المنزل الذي يطلب من الجنود خلع أحذيتهم عن السجاد الديني كمتخلف لأنه يخفي أسلحة في منزله. هذا التركيب يحمل رسالة ضمنية: كل من يهتم بمقدساته يمكن أن يكون خطرًا محتملاً.

 

٩. النهج الإعلامي والرواية المقلوبة للواقع

يستخدم الفيلم تقنيات سينمائية وعاطفية لتحريف حقائق الحرب ودور أمريكا في العراق:

– تصوير الجنود الأمريكيين كأبطال: يُظهر ميغان ليفي كبطلة مثالية وشجاعة تمكنت من بناء قصة جميلة وعاطفية بجهودها. لكن هذه الرواية جزء من مشروع أكبر يصور الجنود الأمريكيين في الحروب التي بدأوها بأنفسهم كضحايا ومضحين.

– أحلام هوليوود: النهاية السعيدة للفيلم حيث تنجح ميغان في إعادة ريكس هي نتيجة للترويج الإعلامي والضغط العام. هذه النهاية جزء من نهج هوليوود لتقديم صورة مثالية عن حقائق الحرب، في حين أن العديد من الجنود الأمريكيين لا يحصلون حتى على الدعم الأساسي.

 

١٠. النظرة الاستعمارية من منظور زاوية الرؤية

من القواعد الرئيسية في التحليل ما بعد الاستعمار هو النظر إلى الأفلام الاستعمارية من زاوية رؤية “الآخر”. فيما يتعلق بفيلم “ميغان ليفي”، إذا نظر الجمهور إلى الفيلم من منظور الشعب العراقي، فسيظهر صورة أوضح عن الظلم وعدم المساواة:

– تصوير السكان المحليين كأعداء: يُصَوّر العراقيون، بغض النظر عن أعمارهم أو معتقداتهم، كتهديدات محتملة. حتى الأطفال والأماكن الدينية لا يُستثنون من ذلك.

– التجاهل للإنسانية: سلوك الجنود الأمريكيين، ليس فقط مهينًا بل أحيانًا غير أخلاقي. ومع ذلك، يعرض الفيلم هذه السلوكيات على أنها طبيعية وأحيانًا كفكاهة أو تسلية.

 

الخاتمة

فيلم “ميغان ليفي”، على الرغم من تأثيره العاطفي، إلا أنه من منظور ما بعد الاستعمار يعاني من مشاكل جدية. هذا الفيلم لا يعزز فقط الكليشيهات الاستعمارية، بل يُغفل الروايات المحلية ويركز على تصوير الجنود الأمريكيين كأبطال، ويعرض الحرب كحدث بطولي دون عواقب سلبية. على الرغم من أن القيم العاطفية للفيلم جديرة بالتقدير، إلا أنه لا يجب تجاهل أن هذه المشاعر تُستخدم لتبرير السياسات العسكرية. لنقد أعمق وأكثر عدالة، نحتاج إلى أفلام تُظهر صوت جميع الأطراف المشاركة.

هذا الفيلم، على الرغم من تأثيره العاطفي، يحمل في طبقاته السفلية رسائل استعمارية وعنصرية. تصوير ناقص ومهين للعراقيين، تطبيع عنف الجنود الأمريكيين، وتحريف الحقائق الثقافية والدينية، يجعل هذا الفيلم أداة لإعادة إنتاج الروايات الاستعمارية. لفهم أعمق لهذا العمل، يجب على الجمهور محاولة رؤية القصة من زاوية رؤية الشعب المحلي والابتعاد عن الروايات السائدة.

تقديم الفيلم

فيلم “ميغان ليفي” من إخراج “جابرييلا كوبرثويت” وبطولة “كيت مارا”، مستوحى من قصة حقيقية. يتمحور الفيلم حول العلاقة العميقة بين جندية وسرطانها العسكري “ريكس”، في ساحات المعارك وكيف تؤثر هذه العلاقة على حياة الشخصية الرئيسية.

 

قصة الفيلم

يروي الفيلم قصة حياة ميغان ليفي التي بعد فقدان صديقتها المقربة تبحث عن هدف لحياتها. تقرر الانضمام إلى البحرية، لكنها تجد نفسها في حالة من الحيرة حتى في هذا المسار. عندما تُنقل للعقوبة إلى وحدة تدريب الكلاب، تجد مهمتها الحقيقية: العمل مع كلاب كشف المتفجرات. تشكل ميغان رابطاً قوياً مع ريكس، الذي يشابهها في الشخصية (صلب وصعب)، مما يعزز العلاقة بينهما.

 

تحليل شامل لفيلم ميغان ليفي

تطوير الشخصية ورحلة البطل

تُعد شخصية ميغان ليفي أحد نقاط القوة الرئيسية في الفيلم، وهي مصوّرة بدقة وعمق. في البداية، تظهر ميغان كشخصية بدون هدف تعاني من فقدان صديقتها المقربة. هذا الجانب من شخصيتها يتضح للمشاهد ويخلق فرصة للتعاطف معها. منذ لحظة دخولها البحرية، تتطور شخصيتها بشكل تدريجي وطبيعي. هذا التطور يشمل:

– التكيف مع البيئة العسكرية: في البداية، تجد ميغان صعوبة في التكيف مع القوانين الصارمة للبحرية. هذا الموضوع يتم تسليط الضوء عليه في مشهد عقوبتها ونقلها إلى وحدة الكلاب.

– تشكيل هدف الحياة: عندما تتعرف على الكلاب العسكرية، تجد هدف حياتها الحقيقي. علاقتها مع ريكس تجعلها شخصاً مسئولاً ومصمماً.

هذه الرحلة من اليأس إلى العثور على الذات ثم القتال لإنقاذ رفيقها الكلب، تمثل بناء كلاسيكي للبطل لكنها تُقدم بحس أعمق.

 

العلاقات بين الإنسان والحيوان

تعتبر علاقة ميغان مع ريكس جزءاً أساسياً وقلب الفيلم النابض. هذه العلاقة تؤثر ليس فقط في ساحات المعارك بل في الحياة اليومية لميغان أيضاً. ريكس، مثل ميغان، لديه شخصية فريدة:

– الصعوبة في التواصل وعدم التوافق: في البداية، يجد ريكس مثل ميغان صعوبة في التواصل، مما يخلق تحديات لكنه في النهاية يعزز العلاقة بينهما.

العلاقة بين الإنسان والحيوان في هذا الفيلم لا تقتصر على الجانب العاطفي فقط، بل تقدم رسائل أعمق حول التعاون، الثقة، ودور الحيوانات في حياة الإنسان.

أسلوب الإخراج

“جابرييلا كوبرثويت”، مخرجة هذا الفيلم، التي لها تاريخ مشرق في إخراج الفيلم الوثائقي “بلاكفيش”، أعطت هذا العمل نهجًا وثائقيًا. هذا الأسلوب في صناعة الأفلام أضاف السمات التالية:

– واقعية المشاهد الحربية: على عكس الأفلام الحربية الصاخبة، تقدم مشاهد الحرب في هذا الفيلم بأسلوب بسيط وواقعي. تتحرك الكاميرا بحركات محدودة، ويستخدم المخرج التعليق الطبيعي لخلق لحظات مليئة بالإثارة.

– إبراز اللحظات الإنسانية: الاستخدام الأقل للتأثيرات الخاصة جعل اللحظات العاطفية في الفيلم، مثل مشاهد فراق ميغان وريكس، أكثر تأثيرًا.

 

نقد السيناريو

رغم أن الفيلم قوي من الناحية العاطفية، إلا أن السيناريو يعاني من بعض الضعف:

– إضافة تفاصيل غير واقعية: بعض الأحداث، مثل سبب انضمام ميغان للبحرية (في الفيلم بسبب وفاة صديقتها وفي الواقع بسبب أحداث 11 سبتمبر)، والعلاقة العاطفية بين ميغان وأحد الجنود، تبدو غير ضرورية. هذه التغييرات، بدلاً من تعزيز الدراما، أحياناً تنتقص من صدق القصة.

– نقص العمق في الشخصيات الثانوية: شخصيات مثل زملاء ميغان العسكريين أو مدربي الكلاب، لا تمتلك تفاصيل كافية للفهم الأفضل.

 

رسائل الفيلم

يقدم فيلم “ميغان ليفي” قصة ملهمة عن العلاقة العميقة بين الإنسان والحيوان، وينقل الرسائل التالية للمشاهد:

– **الوفاء والتضحية:** علاقة ميغان وريكس نموذج للوفاء غير المشروط الذي يستمر حتى بعد انتهاء المهمة.

– **أهمية العلاقات غير اللفظية:** يظهر الفيلم أن التواصل البشري ليس محدودًا بالكلمات، ويمكن بناء علاقة قوية من خلال الشعور والثقة.

 

الموسيقى وتصميم المشاهد

موسيقى الفيلم، رغم البساطة، تعزز اللحظات العاطفية والمثيرة في الفيلم بشكل جيد. تصميم المشاهد يعكس بدقة أجواء العراق وساحات المعارك، دون أن يكون كليشيهيًا أو مبالغًا فيه.

 

الخاتمة

“ميغان ليفي” هو عمل عاطفي وعميق يقدم دروسًا قيمة للمشاهد عن الحب والوفاء والبحث عن معنى في الحياة. رغم أن الفيلم يعاني من بعض النقاط الضعف في السيناريو، إلا أن الأداء القوي والعلاقة العاطفية تعوض بسهولة هذه النقاط. هذا الفيلم هو نموذج لدراما حربية مختلفة تركز على عمق العلاقات الإنسانية والرسائل الأخلاقية بدلاً من الجوانب الحركية. ربما هذا العمق في الجوانب الإنسانية والنهاية الحالمة للفيلم هو ما جعله يظل عالقًا في ذهن المشاهد.

  • 0 رأي
  • 94 يزور
  • فريق العمل والموسيقى التصويرية
نقترح عليك المشاهدة

آراء المستخدمين

0 رأي
انسحب

كن أول من ينشر تعليقًا.